ahmedothman6@gmail.com
لا أريد ولا أحب الكتابة عن أشخاص وفي الوقت نفسه لا أسمح لنفسي أن اتجاهل أو أساهم في حملة التضليل واغتيال الإنصاف، بل وذبح التاريخ ونحن مازلنا شهوداً على ما حدث من موقف بطولي للجيش الذي أعلن وقوفه مع الثورة وأحدث صدمة رعب لدى آلة القتل العائلي التي استمرت تقتل الناس وتوجه البوازيك ومضادات الطيران إلى رؤوس وصدور الشباب السلميين ولم يوقفها سوى عجزها عن الحسم العسكري في مواجهة الجيش والقبائل التي ساندت الثورة وعطلت الجيش العائلي الذي لم يسجل انتصاراً واحداً رغم فارق القوة.
لو أن العميد/أحمد علي عبد الله صالح أوقف مجزرة الكرامة وتمرد على أبيه مثلاً لكان من الواجب علينا أن لا ننسى هذا الموقف ولو كان العميد/يحيى صالح أعلن انضمامه للثورة وانحيازه للشعب ورفضه لتفجير رؤوس الشباب بالأسلحة الرشاشة وبمضادات الدروع لكان من واجبنا أن نحيه ولا نطمس موقفه، وهذا لا يعني إقرارهم بالاستمرار بالسلطة أو بقاء التوريث الذي ثار عليه الشعب لتصحيح الخطأ، فالثورة ليست مغنماً لأحد وإنما تضحيات من أجل نظام جديد بمعايير جديدة، مع الاحتفاظ للجميع بشرف مواقفهم النبيلة وتكريمها.. القضية ليست أشخاصاً بقدر ما هي مواقف أصبحت ملكاً للشعب والثورة والتاريخ، فموقف الجيش الذي انضم للثورة أصبح موقفاً للتاريخ وملكاً للشعب ولا يجب التقليل منه ومن العيب محاولة طمسه أو تحويله إلى إدانة والانجرار بعد الآلة الإعلامية لخصوم الثورة أو لمن معهم خلافات سياسية وخصومات خاصة بمشاريعهم الصغيرة واللا وطنية أصلاً.. لنعد بذاكرتنا الى يوم 21 ــ3 ــ 2011م، يوم إعلان هذا الجيش انضمامه للثورة، كيف عمت الفرحة والفخر الساحات وتهاوت أركان النظام الذي كان علي محسن وزملاؤه جزءاً منه وهذا ليس عيباً، فكل قادة الجيوش كانوا جزءاً من النظام، لكن لحظة إعلان الانحياز للشعب أو الوقوف ضده لسحقه أو لنصرته هي من تحدد الفارق بين هذا وذاك ولو كانوا أشقاء ومن بيت واحد، وهذا لا يعني التفريط بأهداف الثورة أو إعطاء ميزة لأحد على حساب مشروع الثورة، فإذا كان من العدل والصواب أن لا تقر الأخطاء والسلبيات وأن لا تمرر الجرائم من أي كان، فإن العدل والإنصاف والوطنية يقتضي أن لا يقلل من قيمة الأعمال والمواقف الوطنية الكبيرة، فكل شيء يجري في مساره دون لعب بالمواقف التاريخية والمحورية للشباب والجيش والقبائل بحسب الطقس والمزاج وإلا لوجدنا أنفسنا نصف الثورة كلها بالتخريب والغوغاء تأثراً بالتكرار الإعلامي النشط لخصوم الثورة.. فكلمة التاريخ لا تتعاطى مع الدوافع الصغيرة ولا تعير النزعات الأنانية اهتماماً.
أحمد عثمان
موقف للشعب والتاريخ 1722