قرارات الرئيس هادي الأخيرة المتعلقة باستكمال هيكلة الجيش خطوة متقدمة لتوحيد الجيش تحت قيادة واحدة بعد أن ظل منقسماً فترة من الزمن دفع الوطن ثمن ذلك الانقسام من استقراره وأمنه وازدهاره وبرز ذلك الانقسام بشكل جلي وواضح مع ظهور أنشطة الجماعات المسلحة كالقاعدة والحوثية والحراك المسلح وأصبحت التحديات تكبر يوما بعد آخر نتيجة ذلك الانقسام ويبدو للمشاهد أن الانقسام الواضح في الجيش من أول وهلة هو من مارس 2011م بداية انضمام الجيش إلى الثورة ولكن في التمعن بمسيرة تأسيس الجيش اليمني يجد ذلك الانقسام حاضراً ولو بشكل خفي على الأعين وبدأت خطوات تقسيم الجيش وإضعافه منذ ان عمل النظام السابق على تأسيس الوحدات العسكرية المختلفة على أساس الولاء للحاكم والأسرة وتعمد إضعاف وتهميش الجيش الوطني وإقصائه لتبلغ ذروة ذلك العمل الممنهج لاستهداف الجيش في زجه في ستة حروب متتالية في صعدة لإضعافه والقضاء على قدراته لصالح الوحدات العائلية بإفساح المجال لها بالتصدر بعد أن رأت عقبة الجيش الوطني أمام نفوذها وطموحاتها وهو ما استمر حتى انحياز الوحدات الوطنية للشعب وقطعت الطريق أمام مخططات جر البلد للحرب الأهلية وهو ما أتت ثماره اليوم بالحفاظ على البلد وبالرغم من الوحدات العسكرية الوطنية وقدراته الضعيفة وأسلحته القديمة ولو أن الجيش اليمني كان ذا طابع مؤسسي وقيادة واحدة لكانت الدولة حاضرة بقوة ولما استطاع دعاة العنف وضرب استقرار البلد لشهد البلد حالاً افضل مما هو عليه الآن .
ضعف الاقتصاد وغياب التنمية مرده إلى غياب المؤسسة العسكرية الموحدة، وعزوف المستثمرين ورجال الأعمال عن المشاركة في المشاريع التنموية يعود إلى غياب الأمن والاستقرار لانحسار دور الجيش ولذلك لاحظنا ظهور تنظيمات القاعدة في أبين ورداع وصعدة وسيطرتها على مدن بكاملها وهي بالمئات فقط واستمرار استهداف أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وعبث خلايا التجسس وغيرها من المشاكل التي وجدت من ثغرات ضعف الجيش لتنفذ من خلالها إلى الجسد الجغرافي اليمني المنهك وهذا ما كان يراهن عليه النظام السابق بتعمده استهداف الجيش وتمزيقه، كون الجيش هو الضامن الوحيد لاستقرار البلد ونهضته وازدهاره ، وهو ما عمل النظام السابق على التخطيط له، حيث عمل على تكديس الألوية والمعسكرات في العاصمة والمدن الرئيسية في استحضار دور سياسي متكئ على قوة الجيش ونفوذه للسيطرة على المشهد وهو ما يعد حرفاً للجيش عن مهامه المنوطة به في حماية الحدود والثغور والسواحل لافتقاره إلى الشرعية الشعبية.. لذلك فان على الرئيس هادي الإسراع باستكمال قرارات الهيكلة بإخراج كل المعسكرات والألوية وتحويل كل الأراضي الواسعة التي تحتلها إلى حدائق ومشاريع للصالح العام وأحسن الأخ الرئيس صنعاً بقرار تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة 21 مارس ونرجو أن يتم تحويل كل أراضي معسكرات وألوية الحرس الجمهوري (سابقاً) إلى مستشفيات ومشاريع تنموية، لنبدأ بتمدين المدن الرئيسية على الأقل قبل الأرياف والبوادي.
يوسف الدعاس
استكمال الهيكلة وخطوات مأسسة الجيش 1466