• كنت ومازلت على يقين بأن حكومة الوفاق الوطني هي حكومة مؤقتة شكلت لأداء دور محدد في زمن محدد.. لذلك جاءت كما ترون بعض مبدع وذو منجزات وبعض وسط وبعض أخير لا تعليق عليه.. نسألهم أن يغتنموا ما تبقى من وقت لإنجاز ما يمكن إنجازه ليضاف إلى رصيدهم وحتى يذكرهم هذا الشعب بالخير.
• اختتم معهد التدريب الإعلامي عدداً من الدورات التدريبية.. كنت أحد المدربين في دورة "صحافة الوكالة" وقد حضر حفل الاختتام وزير الإعلام ووكيل الوزارة.. خاطب الوزير الخريجين وكنت قد توقعت أن يتحدث عن منجزات وزارته, كون الذين أمامه إعلاميين, وأنه سوف يتحدث عما سيعمله وأنه وأنه.. لكن الرجل أفشل كل التوقعات وتحدث كخبير, كأب وأخ على دراية بالواقع الذي نعيشه.. استمعت إليه بعقل, تطرق إلى القيم وهي ليس مربط الفرس, بل هي مربط الإنسان أينما كان.. قال العمراني:" بالقيم والإرادة تكون الأعمال الناجحة".. استشهد بالدكتور/ حميد الاكاديمي, فاقد البصر الذي يحاور كبار الشخصيات بجدارة, لم تمنعه إعاقته من تحدي الواقع وممارسة حياته بصورة طبيعية.. متألق حميد, عن لغته وهندامه, في قدراته.. وآخرين كالأستاذ القدير/ عبدالله البردوني رحمه الله..
• نقف عند نقطة القيم النبيلة التي دعا العمراني الإعلاميين التحلي بها, كون المرء بلا قيم لا يمثل شيئاً مهما كبرت ثروته, منصبه, اسمه, فالقيم هي الوعاء الذي يحتوينا, وبالقيم تقيس الناس وبالقيم يسمو فلان وبالقيم تتقدم الأمم وبالقيم يذكر المرء وهي إن فقدت فقد المرء ذاته.
• أما عن الإرادة والتي إذا ما توفرت صنع الناس المعجزات, قال الوزير الذي بنى نفسه بنفسه في التعليم الليلي وهو في سن العشرين, ثم درس وتقدم في تحصيله العلمي وأجاد عدة لغات, قال: "بعد خمس أو سبع سنوات سوف ترون بعضكم البعض, منكم من تقدم واصبح ذا مكانة أو علم أو نبوغ ومنكم من وقف مكانه ومنكم من تخلف, كل ذلك بالإرادة والطموح".
• أشاد العمراني بدور المرأة في المجتمع وأنه لأول مرة يعرف أن لدينا مدربات "دوليات" في الإعلام يدربن في معهد التدريب الإعلامي ومن جهات أخرى داخل اليمن وخارجها.. ومن عباراته التي استوقفتني ملياً أن اليمن عرفت حكم النساء منذ آلاف السنين ولكن المرأة في اليمن لا تحكم إلا في عهد الازدهار والرقي الحضاري.
• يبدو أن زمان النساء قادم وقد استشهد بالعالمة مناهل ثابت وبتوكل كرمان.
• لم يبخل الوزير بوصاياه للإعلاميين, داعياً إلى ترك تعاطي القات يومياً, بل مرة في الأسبوع أو في المناسبات وكذا ضرورة اعتماد نظام رياضي يومي, فلا ينبغي أن يكون الصحفي مترهلاً وخاملاً.
• حقيقة نوعية الخطاب السياسي اختلفت هنا وكان اللقاء أشبه بجلسة خاصة فيها من الشفافية والمصداقية الكثير وفيها من الدعوة للعمل والعطاء وبناء الثقة وتوفر الإرادة والطموح اللازمين لبناء اليمن الجديد والذي يصوغه المخلصون والشرفاء رجالاً ونساء.
• بيني وبينكم كنت أعتقد أن وزير الإعلام وزير "توافقي" كغيره من الوزراء, لكنه اختلف من خلال خطابه الرزين والصادق ولا أخفيكم أننا في مرحلة اهتزاز القيم وتبدلها, فالداعي إلى التمسك بها كالداعي إلى المستحيل.. فكل وزير يعمل من أجل حزبه وآخر من أجل نفسه وثالث من أجل أقاربه وأصحابه والشعب ينتظر بفارغ الصبر ما سيتمخض عنه مؤتمر الحوار, لعله حبل الإنقاذ الوحيد من أوضاعنا الصعبة التي تحتاج إلى تشخيص ثم علاج وكي بالنار.
محاسن الحواتي
القيم والإرادة.. وأشياء أخرى 1510