الشعب اليمني عانى طويلاً مالم يعانيه أي شعب, إذ لجأ إلى الجبال فراراً من بطش السلطات المتعاقبة عبر العصور وخاض ببنائه المدرجات الزراعية ‘ ملحمة نضال إنساني فريد.. مرير.. ومجيد ‘ضد قسوة الطبيعة وغوائل الزمن.. منجزاً بذلك واحدة من أعظم ملاحم النضال الإنساني ضد عوامل القهر’ والبطش ‘واليأس والقنوط. فيما اتجه الكثير من أبنائه إلى البحار ‘ وتغربوا في أصقاع الأرض ‘ بحثا عن فرص للعيش الكريم. في وقت لم تكن فيه الوجهة معروفة ‘ولا الجغرافيا ‘ ولا الأديان ولا اللغات. ما يجعله جدير حقا بالحياة والحرية والكرامة.
وقد جاءت الثورة الشبابية الشعبية السلمية’ كفرصة تاريخية ‘واستثنائية’ لا تتكرر بسهولة ‘للانعتاق من استبداد القرون’ ومن كل عوامل القهر والبطش والظلم والعسف والتنكيل.. اذ مثلت اتحاداً للشعب’ دون تمييز ‘على أي أساس’ ضد الاستبداد والطغيان ‘ومصالحة وطنية، شاملة، ضد الفساد..
هي بمثابة رد اعتبار تاريخي لهذا الشعب الأصيل ‘ وانتصار لكل أجياله. علينا ألا نهدرها’ بأي حال. فحين تسنح فرصة’ تاريخية ‘ كهذه, فعلى (الحكمة) نفسها ان تثور’ وتستمر’ حتى تقطف ثمار ثورتها كاملة.
هائل سلام
رد اعتبار..! 1539