التعليم يعتبر أقوى سلاح لنبذ الطغاة والمستبدين من البلاد, حيث سعت كل القوى الرجعية والانظمة المستبدة إلى إجهاض التعليم, لأنها تدرك جيداً أنه إذا تعلم هذا الشعب وتثقف علم بحقوقه وعلم أن النظام أو الحاكم هذا الذي يظل دائماً وأبداً يمن على نفسه بأنه هو الذي يسقيك ويأمنك ووووو ألخ, سيدرك انه كان يعيش في فوضى واستبداد.
التعليم هو المحور الأساسي الذي باستطاعته أن يقضي على كثير من مشاكل العصر الموجودة في العالم العربي.. لماذا منذ قيام الثورة في 11 فبراير والاعتصامات والمطالبات لتطهير مكتب التربية والتعليم من الفساد الكائن فيه؟.. حتى تُبنى أجيال تعرف الحقوق والواجبات وتدرك قيمة وجود الإنسان, تدرك أهمية التعليم, تدرك مدى وجوده, تدرك معنى التحلي بالأخلاق والقيم والحفاظ على مبادئ وأسس الدين الإسلامي الحنيف.
لماذا مكتب التربية؟.. لأنه لولا الجهل لما عانينا من وجود الظلم, لولا الجهل لما ظلينا نخاف, لولا الجهل لما تشردت آلاف الأسر, ولولا الجهل لما ضاع المستقبل, ولولا الجهل لما كان الفقر, ولولا الجهل لما زرعنا الفساد بأيدينا, ولولا الجهل لما قاتل بعضنا بعضاً أفراداً وأحزاباً وجماعات..
كل هذا كان الدور الأساسي لمن زرع هذا العامل وعمل على الحفاظ عليه لعدة عقود ولكن مع انطلاق الثورة الشبابية الشعبية السلمية أدركنا مفاصل سوء حالنا وأحوالنا, أدركنا انه لوكان التعليم مكان الجهل لما زكينا الشخص الفاسد بفاسدٍ آخر ولما عضينا على أيادينا ندماً, لكنا ذهبنا بأبنائنا إلى المستشفى بدلاً أن نذهب به إلى المشعوذين والسحرة, لكنا تسابقنا على حمل القيم بدلاً للبنادق.
كل هذا والتساؤلات من قبل البعض ماذا ولماذا؟! وماذا تريدون من التعليم ومن مكتب التربية والتعليم بالذات؟.. ندرك نحن أن المكاتب تعج بالمفسدين فيها, لكن مكتب التربية والتعليم هو أهم مكتب لابد أن يبنى على أسس صحيحة وقويمة..
يبدأ التغيير من هنا, من حيث تشتعل ثورة الأقلام التي لربما عانت كثيراً حتى أدركت مؤخراً أنها تستطيع إيصال الرسالة إلى المجتمع من حولها لتمهد له ما الذي يمكنه فعله, لتظل دوماً هي الصوت الخافت الذي يصدر ضجيجاً حين تجني المجتمعات تلك الثمار الطيبة..
ستظل أصوات الثوار مطالبة بتطهير المكاتب التي تعج بالفساد بعيدة كل البعد عن المحاصصة الحزبية مع المصلحة العامة التي تخدم الجميع, ليرضي من رضي من أولي العقول وليأبى من آبى من أولي العجول, حتى يدرك أن يبدل العجل بعقل.. وتستمر الثورة.
صامد العامري
لماذا مكتب التربية والتعليم؟! 1621