Alnawras85@hotmail.com
بائسة الأقلام العربية, إذ تغدو وسيلة للرهق المذل, وبوابة للمعاناة التي لا تنتهي.. لتغدو الكتابة هواية لا أكثر في زمن كثرت فيه الأقلام المأجورة وهي وحدها التي تنال "عطايا الذل " وما سواها تقتات الاحتياج صباح مساء..
ليتحسن حالك ككاتب في وطني يجب أن تنسلخ من كل ضمير وتنحاز لطائفة وفئة معينة أو أن تتسخر كليةً للدفع بتحقيق رغبات "شيطان" من شياطين البشر الذين ما أكثرهم وأكثر نزواتهم الخبيثة.. حقيقة مؤسفة هذا الانسلاخ مقابل العطايا ومؤسف أكثر أن يغدو قلمك يمخر بالحقيقة والانتصار للإنسان صفحات الدنيا, ثم تجد نفسك آخر المشوار تبحث عن قيمة الورقة التي تسفك فيها دم قلبك وإنسانيتك لتؤدي طقوس الموت على روحك المتعبة.
الرحلة المضنية التي تعبرها الأقلام الشريفة تستحق أن تغدو منهاجاً للأجيال.. وكيف لا ومواليد الكذب تتوالد يوماً بعد آخر طافحة بأقلام تتوسل هذا وتستعدي ذاك من أجل الفتات! ولا نجد أنفسنا كقراء إلا في خضم معارك البحث عن الحقيقة كما هي لا كما جاءت عن طريق " الأقلام أبو دولار".
لن أذهب بعيداً وسوف أتطرق بعجالة لمثال حي من واقعنا, فلعلي ولعلكم عرفتم كم قلم حر تباهينا به إبان الثورة الشبابية, نزلوا الساحات ونقلوا لنا كلاماً جميلاً وانتصروا بحروفهم للثورة الشبابية ولهدف الدولة المدنية وما أن تشكلت الحكومة السخيفة "حكومتنا" إلا وبدأت هذه الأقلام بثورة مضادة كشفت عن حقيقتها وتمترست في مواقع الدفاع عن النظام الذي امتهن اليمن لثلاثة عقود, وكأنهم جميعاً- أي تلك الأقلام- كانت تتطلع إلى وزارت الدولة وعندما لم يحصد كل كاتب منصب وزير انقلب الحال وصاروا "أصوات نواح" تبكي العهد المظلم من حياة اليمن, أدواتهم القذرة الانتصار للطائفة والحزب وبث سموم التفرقة بين شعب وحدته الثورة كما لم يك من قبل.
هي نفسها الأقلام التي بكت وتباكت على ثورة البحرين التي جميعنا انتصرنا لها, ثم دعمت وتدعم الانهيار التام لسوريا وتؤيد المجازر التي يرتكبها بشار ودفع بالشعب السوري للتسلح دفاعا عن النفس.. وهي التي تخرب وعي الجماهير من كل عملية صلاح وتعزز الفوضى في مصر الشقيقة.
وهذه الأقلام هي الأقلام التي تستجلب المصلحة والفتات من أجل بيع نفسها لنزوات الشيطان, وللاستدراك" مع الحرية أينما كانت ومع قول الرأي " كن دون ضرر أو ضرار ودون أن تنقل الرأي الشخصي وتحوله إلى حقيقة مطلقة تنطلي على عقول البسطاء".
أحمد حمود الأثوري
حقول ملغمة........ أقلام مأجورة تتطلع للفتات 3538