حتى لا يعتقد القارئ الكريم أن حشد هذه منظمة طبية، نوضح أن حشد (مصدر للفعل حشد) ونحن بصدد الحديث عن الحلم الصيني الذي جعل دولة كالصين تصبح ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم..
من أحلامي وأنا صغيرة أن أزور الصين واليابان والبرازيل وفرنسا عاصمة الثقافة، لم تكن لدي أحلام في زيارة غير هذه الدول إلى أن تحققت إحداهن وهي زيارة الصين، كنت في حالة من الاندهاش للكم الهائل من الناس ومن وتيرة العمل التي لا تتوقف وبطبيعتي كلما زرت دولة يولد لدي إحساس بعلاقة خاصة ومن ثم أتابع أخبارها.. أتمنى أن يكتمل حلمي الطفولي الذي كبر معي في زيارة اليابان والبرازيل وفرنسا، أما زيارة بيت الله الحرام فهو حلم مؤجل إلى أن تتحسن الأمور بيننا وبين الجارة الكبيرة السعودية وإذا لم تتحسن ـ لا قدر الله ـ فأرحم الراحمين يتقبل نوايانا الطيبة في زيارة بيته المحرم ـ علينا ـ.
من متابعاتي عبر صحيفة "الثورة"، اللقاء الرائع الذي جرى بين السفير الصيني بصنعاء وطلبة جامعة صنعاء فكرة رائعة وتستحق الإشادة، إذ يتعرف طلبة الجامعة على كيف نهضت الصين وما سر نهضتها وقوتها من سفيرها باليمن، قرأت المقابلة كاملة، أعجبتني إشارة السفير إلى أنهم أكبر دولة نامية لضعف قواعدها الاقتصادية وعدد السكان الكبير وأن نصيب الفرد من الناتج المحلي يحتل المرتبة "90" في العالم، هذا بعد أن تحدث عن نجاحات بلاده التي يفخرون بها، فلكل مواطن صيني بيت وسيارة وهم عددهم مليار و "37" مليون نسمة.. والمواطن اليمني حتى الآن لا يجد قيمة الإيجار ولا قيمة الخبز!.
الصين مساحتها (600) ألف كيلو متر مقسمة على أربع بلديات مركزية و23مقاطعة وخمس مناطق حكم ذاتية ومنطقتان إداريتان خاصتان، مع أنهم (56) قومية.. خلال 20 سنة تطورت الصين من خلال حشد الحلم الصيني في نفوس الصين وهو بناء أكبر قوة اقتصادية في العالم وبالفعل وصلوا إلى حلمهم الجميل..
دعونا نتحدث عن نحن عددنا كسكان قليلين وثرواتنا كثيرة ومساحتنا جيدة.. فقط ينقصنا الحلم اليمني، الذي ينبغي أن نسميه ونحشده في عقول ونفوس اليمنيين جميعاً، كما علينا أن نعزز الإحساس بالانتماء الوطني وأننا قادمون على بناء وطن قوي، وطن اقتصاده قوي وينمو بسرعة فائقة.. إن جهود تقسيم الوطن إلى أقاليم يعني إهداء الأعداء فرصة تاريخية للاستيلاء على الأراضي اليمنية بثرواتها، يعني إجهاض مشروع اليمن الجديد، اليمن الموحد.. يعني ضعف الأمة اليمنية كلها.. فنحن قومية واحدة وشعب واحد يمكننا أن نخلق هدفاً وحلماً واحداً ونحشده في النفوس ونبدأ في رحلة العمل من أجل تحقيق الحلم ولنا في الصين قدوة حسنة..
قال السفير الصيني إن في كل ثلاثة أجهزة تلفزيون هناك واحد صنع في الصين وفي كل كاميرتين في العالم هناك كاميرا صنعت في الصين.. حتى الجنابي أو الخناجر اليمنية صنعتها الصين وأرسلتها لنا والزبيب الصيني وأدوات المطبخ والمكاتب و... إلخ، كلها صناعة صينية، فالصين تدرس احتياجات السوق في كل بلد ثم تبدأ في تلبية هذه الاحتياجات، لذلك نجحت ومازالت.
مما قاله السفير الصيني في محاضرته عبارة لها دلالة تقول (لا تستطيع أن نعرف قياس الحذاء المناسب للقدم إلا بعد لبسه).. نعم، نحن في اليمن بحاجة إلى أن نتعلم من الشعب الصيني ومن نجاحاته في مختلف المجالات خلال العشرين سنة الماضية ومازال للشعب حلم وأحلام تتوالى ولنا أن نحلم ونحقق أحلامنا وللوطن حلمه الذي لم يكتب ولم يحشد له بعد.
محاسن الحواتي
حشد الحلم الصيني 1396