تجربة الحوار الوطني من أروع التجارب السياسية التي أخذت بها بلادنا للخروج بيمن جديد تصاغ ملامحه من كل الأطراف في عملية وفاق واتفاق قلما تحدث في العالم العربي بالذات والعالم كله يشيد بهذه التجربة الرائعة رغم بعض الصعوبات التي تواجه هذا الحوار, إلا أن التجربة تمضي برضى معظم الأطراف.. تتصدر القضية الجنوبية المشهد والصراع وتتعدد الرؤى, فيما الأغلبية داخل الحوار وخارجه تؤيد الوحدة وتؤكد عدم الرغبة في فك الارتباط أو فك السحر..
الخلافات موجودة في كل الفرق وتباين الرؤى علامة صحة وعافية, لكن التلاسن والتراشق بالكلام ومن ثم القذف بالقوارير أمر لا يليق بأناس يمثلون النخبة السياسية والثقافية, في البلد.. إن أفق الحوار أوسع من أن يضيق بهؤلاء ويبدأوا في استخدام العنف ضد بعضهم وكأنهم في الشارع أو كأنهم صبيان صغار في ساحة مدرسة!.
هل يحتاج المتحاورون إلى عاقل حارة مثلاً أو عاقل حوار أو مسؤول فرزة أو لجنة توقيع بين المختلفين والمتصارعين؟, أم يتحاجون إلى من يأخذ القوارير الفارغة أولاً بأول والكراس غير المشغولة حتى لاتستخدم في الخلافات؟.. فالبعض متهور إلى درجة أنه يعبر عن غضبه بالضرب, ما شاء الله مازالت صحتهم "تمام" والحوار حلبة مناسبة لاستعراض القوة العضلية.. إننا ننتظر من كل المتحاورين إبراز القوة العقلية والمهارات الاقناعية.
نوصي نحن خارج مؤتمر الحوار الوطني أن أبعدوا القوارير الفارغة, إذ كان ينبغي أن يوقع المتحاورون على مسودة سلوك يتم الإلتزام بها وأي انتهاك لمسودة السلوك هذه يخضع المتحاور إلى عقوبات صارمة, أهمها حرمانه من بعض مستحقاته اليومية.. صدقوني إلا الفلوس, فكل أعضاء مؤتمر الحوار سيلتزمون بالضوابط السلوكية, لأنهم جاؤوا بعامل تحفيزي هو العائد المادي أولاً, ولا يمكن أن يضحوا بمورد كهذا.. لذا نطلب من رئيس المؤتمر ومن الأمين العام ضرورة وضع مسودة سلوك لأعضاء المؤتمر تحدد عدم الخروج عن القيم الفاضلة, وعدم التعدي على حرية الرأي مهما اختلفت الرؤى أو تباينت.
أخيراً: القضايا التي ترفع لفرق العمل من قبل المواطنين المظلومين ومن الجهات, والتي تحتاج إلى اهتمام من قبل الفرق المختصة, لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار وحتى لا يكون عمل مؤتمر الحوار أشبه بعمل الحكومة, يعطى كل صاحب قضية أو ملف رقماً يراجع بموجبه وأي تقدم أو إجراء يتم في القضية يحاط به صاحب القضية برسالة من الجوال أو بالإيميل, حتى يشعر المواطن أنه أمام رجالات دولة واننا موعودون بيمن جديد فعلاً.
محاسن الحواتي
في مؤتمر الحوار.. أبعدوا القوارير! 1338