تقييم الإنسان لذاته وتصرفاته ومراجعة سلوكياته مع نفسه وذاته ومع مجتمعه في كل تعاملاته وقبل ذلك مع الله خالقه في عبوديته له وامتثال تعليماته، بين فترة وأخرى، بالإضافة للتقييم المصاحب للسلوك اليومي، هذا سلوك لا يقوم به إلا من يثقون بأنفسهم وبأنهم بشر, كما يصيبون هم أيضاً يخطئون وقبل ذلك هذا هو سلوك الصالحين الذين يؤمنون إيماناً مطلقاً بأنهم عن أعمالهم محاسبون وسيقفون للسؤال عنها أمام الحق سبحانه" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سلم"، لا يستصغرون أخطاءهم مهما بدت خفيفة، وكيف يستصغرونها وهم يقرأون (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (افعل ما شئت فكما تدين تدان).
ولا شك أننا مقصرون في حق أنفسنا في تقصيرنا بنهج هذا السلوك التقويمي لذواتنا، ولهذا نحن بحاجة الى إسداء النصح لبعضنا برفق ولين وتذكير لبعضنا بمخاطر الغفلات ، ونحرص ان يكون نصح بعضنا بعضاً ليس بقصد التجريح وتحديد المواقف وتسجيل الأهداف ولكن نهدف مساعدة بعضنا على التذكير بأن الكبر مآله الذل والظلم نهايته الهوان والصغار في الدنيا والآخرة .. وبهذا سنتتلمذ على أيدي بعضنا بعضاً وسنعبر بحياتنا هذه الى بر الأمان، وفي نفس الوقت سنعيش حياة سعيدة يملؤها الحب والإخاء وسنكون تمثلنا قول الحبيب المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتهم؟ أفشوا السلام بينكم).
محمد الحميري
لننصح بعضنا برفق ونتقبل النصائح برضى 1544