كل العجائب والغرائب موجودة في بلادنا وكل التناقضات أيضاً، فقط عليك أن تتأمل كيف تسير الأمور، انفلات أمني وقيمي بالغ، تعاطي بليد مع ما يحدث وكأن الأمر كله عادي، تنامت ظواهر إجرامية عدة بشكل يدعو للقلق والخوف, فاختطاف الأجانب زاد واختطاف الأطفال والصحفيين والناشطين أيضاً, كله يختطف كله، المهم تُغذى "ثقافة الاختطاف" في ظل أوضاع أمنية راخية وحكومة أكثر ارتخاءً.. كما أن ظاهرة ضرب الكهرباء وتكرار ذلك من قبل مواطنين مجرمين شجع الآخرين على ارتكاب جرائم أخرى لا تقل حماقة عن ضرب الكهرباء, فالدولة تعلم مصادر تخريب الكهرباء ومع ذلك لم تحاكم المجرمين ولم تجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على الكهرباء أو الطريق أو غيره.. لماذا؟, هل لقصور في الأجهزة الضبطية والشرطية؟ أم الخلل في جهازي القضاء والنيابة؟, أم لخوف مجتمعي من هؤلاء المجرمين؟.. مهما كانت الأسباب على وزارة الداخلية أن تمنع هذه الجرائم التي تكلف البلاد والعباد الخسائر الفادحة وهذا مطلب كل اليمنيين, أو تعلن أنها غير قادرة وتأتي بقوات خارجية, لحماية الكهرباء!.
انقطاع الكهرباء بهذه الصورة عن العاصمة أو عن البلاد بكلها عمل لا يمكن السكوت عنه وعلى الشعب أن يثور في وجه هذا العبث ويعلن رفضه للحكومة التي لا تقدر على تأمين الكهرباء.. ويغير من علامات الفشل الحكومي, هذا التدهور في الخدمات المختلفة وتعميق معاناة الشعب وعدم الاهتمام باحتياجاته.. كل الحلول التي وضعت حتى الآن لمعالجة الاعتداء على الكهرباء لم تجد, بل زاد سخط الشعب ولكن لمن وكيف؟.
إن ظاهرة اختطاف الأجانب هي موضة قديمة ولعبة لم تعد لها نفس الحيوية السابقة إلا أن دخول دولة قطر في هذه اللعبة بدور الوسيط الذي تختاره دولة المختطف وتدفع عبره المبالغ المطلوبة, أعطى اللعبة شكلاً آخر, فمن لعبة محلية إلى لعبة إقليمية- دولية تتم بدون علم الحكومة اليمنية!, حيث تقوم قطر وعبر أعوانها في اليمن "طبعاً كل دولة لها أعوانها في اليمن وأذرعها حتى إسرائيل" تقوم ومن خلال اذرعها في اليمن بالتفاوض مع الخاطفين والاتفاق على المبلغ المطلوب والإفراج عن المختطف وتسفيره إلى قطر ومن ثم إلى بلاده!!.. تجارة رابحة جداً.. أقرب إلى تجارة تهريب الأطفال مع خطورة الأخيرة, كون المهرب قد يلقى القبض عليه وينال جزاءه, لكن الخاطف يلقى المبالغ التي يحددها ويشكر.. أليست مهزلة؟.. أليست بهذلة؟.. واحد يختطف وآخرون من دولة أخرى يتدخلون ويفرجون عن المختطفين ووسطاء كثر بالوساط "سماسرة" ومواطنيو شجعان يضربون الكهرباء ويذهبون ليناموا آمنين, ومواطنون أكثر شجاعة يهربون أطفال بلادهم ليتم استغلالهم في دولة أخرى.. كل هذه العفونة من أجل الفلوس!.. لعن الله عبدة الفلوس.. وضعف النفوس.. والحال الميؤس.. والوضع المتعوس.