إن بناء أنظمة سياسيه رشيده تقوم على مبدأ إدراك عظم المسؤولية وهموم شعب بأكمله لن يتأتى إلا إذا أدركت جميع الأطياف وكافة القوى السياسية أهمية اللحظة الراهنة التي تمر بها الأمه العربية والإسلامية والذي يستدعي من جميع الشعوب العربية وقادتها التكاتف و تقديم مصلحة الأوطان على المصالح الذاتية أو حتى الحزبية وإيجاد تكامل اقتصادي- أمني وبناء الدولة الحديثة وجوهر ذلك كله هو الإخلاص والولاء للأوطان تبحث عن وطنية أبناءها على ضوء الإسلام الحنيف..
وبحسب ما يتجلى للعيان فإن المؤامرة السياسية والانقلاب العسكري ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان أظهر بما لا يدع مجالاً للشك بان الأمة الإسلامية تحاك ضدها المؤامرات من العالم الغربي الذي ادرك أن الأمة الإسلامية بدأت تشق طريقها نحو السيادة والتصحيح برؤى إسلامية خالصة مرجعها الأصلي والأساسي كتاب الله وسنة رسوله بأيادي من أبناء الوطن نفسه وبني جلدته تحت مسميات واهية تسعى من خلالها إلى استعباد الشعوب..
إن الغرب بما فيه أمريكا وإسرائيل وكذا إيران وبعض دول الخليج قد سخرت كل طاقتها لتدمير مصر وتحويلها إلى دولة تستمد قراراتها من غيرها مستخدمة أطياف سياسية كمطية لتفرقة والشتات برؤى وأعذار مستحدثة ومتجدده من يوم لآخر فاحت منها رائحة السوء مستخدمة كافة الطرق من أجل التفرقة السياسية والعنصرية والمناطقية والطائفية وهوا ما يستوجب على الأمة الإسلامية بما فيه شعبنا اليمني إدراك خطورة هذه المرحلة وأن نكون أكثر وعياً ووطنية لا أن ننساق إلى ما يمليه علينا الآخرون بما لا تخدم الوطن والأمه وسيادتها وإن كانت تلك الرؤى والأفكار من أبناء الوطن وساستها ..
الكثير يدرك تلك القوى التي تسير على عكس خُطى التغيير والتصحيح والبناء مستخدمة أيادي متعددة بعضها تلوح أمام الرأي والعام ظاهرها الرحمة وباطنها صناعة القلاقل وزراعة الفتن والأخرى تعمل من وراء الكواليس ومن خلف الأستار من أجل خلق الفوضى والتفرقة باسم حب الوطن ومعيار نجاحها هو مقدار ما أحدثت من فوضى وخراب وماهم بحب الوطن وولاءهم له في شيء..
تتطلب اللحظة الراهنة استخدام العقلية العلمية السياسية وايدلوجية الفكر الجماعي والتخلي عن سيادة العقلية الفردية ..قال تعالى (وأمرهم شورى بينهم).. وحتى يكون ذلك جوهر مشروعنا الجديد لابد أن نستوعب عوامل النجاح وأهميته في بناء الأوطان دون التخلي عن الفكر التحزبي المثالي المتشبع بروح الوطنية القائم على تسخير الحزب والمكونات السياسية في خدمة وطن يسوده الأمن والأمان والازدهار المتمخض عن وطنية أبناءه.
مطيع البوكري
أوطان تبحث عن وطنية 1266