لماذا قامت الثورة؟ من أجل تلك الأهداف النبيلة التي صاغها الثوار؟ صح ولكن هل تحققت جميعها؟ هل كنا أو بالأصح كانوا أوفياء لدماء الثوار والجرحى؟ ما الذي حدث؟ هل هو تآمر على الثورة؟ حركات حذاقة على الشعب؟.
أن ما يحدث الآن يعري الشخصية اليمنية تماماً ويبعد عنها ورق التوت فهي شخصية انتهازية إذا ما وجدت السلطة, أسرفت في هواها ومصالحها الشخصية وطل من خلال ممارساتها عدم النضج السياسي وفوضى التصرفات التي ولدتها النشأة السياسية السيئة.. لأنه وعلى مدى العقود الماضية لم تنشأ طبقة "رجال الدولة" الطبقة التي تشربت قيم الولاء للوطن والنزاهة والشفافية إلى جانب القوة في الحقد وتطبيق القانون.. وقلما تجد "رجل دولة" بهذه الصفات وإذا وجد فهو حالة خاصة لم تتربي بطريقة "شل حقك وحقهم قبل ما يشلوه".
ما يحدث الآن من تعيينات لأقارب المسؤولين وأبنائهم الفاسدين وأنصاف الفاسدين هو خيانة عظمى لأرواح الشهداء ودماء الجرحى الذين ضحوا بالنفيس مقابل التغيير ليأخذ الفقراء دورهم في بناء الوطن وليس لتصعيد الجيل الثاني من أبناء المسؤولين والمنتج والمتنفذين.. أعادوا البلاد إلى المربع قبل الأول عندما كانت الوظائف والحصص توزع على أسماء بعينها على حساب حقوق المواطن الغلبان وعلى حساب كرامته التي تهدر كل يوم وعلى حساب الوطن المغلوب على أمره..
ما يحدث الآن هو استغفال وعدم احترام للشعب، تمارسه المجموعة الفاسدة للاستفادة من الجو العام والوضع السياسي على اعتبار أن الكل مشغول بالحوار الوطني.. يتم توطين الجيل الثاني من مواقع هامة حتى إذا ما خلص الناس من الحوار كانوا هم في الصدارة!!.
وإذا ما قمت فيدرالية بإقليمين جنوبي وشمالي عاد الفاسدون حكاماً للشمال وذهب الجنوبيون لبناء إقليمهم نكاية بالشمال.. والمتضرر من كل هذه النتائج هو المواطن من الشمال الذي سيسلم للجيل الثاني من الفاسدين هذه قراءة ربما تكون مبكرة فيها بعض التشاؤم، لكنها واردة ويعمل بها من وراء الستار.. فهل نحن بحاجة إلى ثروة جديدة؟.
إن التآمر على الثورة وعلى الشعب عبارة كبيرة, وتحمل اتهاماً أكبر، لكنها واردة لأن الذهنية السياسية في بلادنا لم تتغير بعد، فهي ذاتها التي خاضت الحرب في 1994م وفي صعدة وفي أماكن أخرى وهي نفسها التي كانت تصفق وتؤيد إقصاء الآخر وتهميشه وتعمل على تكريس الفقر والجهل والفساد, وهل غيرتها الثورة؟. هل انتزعت عنها قناعات "أنا ومن بعدي الطوفان" أو "أكون أو لا يكونون" أو "أنا الأهم وللوطن رب يحميه" أو "القانون وجد لمعاقبة الفقراء والعامة أما أنا فقانوني لوحدي"؟ هل وهل..
الشهداء أحياءٍ عند ربهم يرزقون وإذا ما سألناهم ما رأيكم فيما يحدث الآن؟ سوف يستحي الجميع.. إلا من قل حياؤه.
محاسن الحواتي
ما رأي الشهداء؟ 1298