مهما حاول الإنقلابيون والمطبلون لهم من تلميع صورتهم أمام الرأي المحلي و العالمي المتواطئ معهم، فلن يستطيعوا أن يصلوا إلى ما يريدون، فلقد ظهر كذبهم، وبان عورهم، وتجلى زيفهم، وأصبح المجتمع الدولي فضلاً عن المحلي والشعب المصري على يقين أن الانقلاب آيل للسقوط لا محالة لأنه رقص على لإدماء، وهز للخصور على مسرح قتل الأبرياء, فلا أرضية هناك يقدر أن يستقر عليها، الاقتصاد في انحدار، والنسيج المجتمعي في تآكل، والانفلات الأمني ما زال مطلاً برأسه وفي وضح النهار, ناهيك عن تداعي المصالح التي أصبحت سيدة الموقف في كثير من التصرفات التي يقوم بها قادة الانقلاب.
لقد وعى الشعب أن الحرب التي يقاومونها معشر لا عسكر بسلميتهم, إنما هي مع طغمة فاسدة مرقت عن الشعب المصري للتفرد في نهب ثروات هذا الشعب..
إن الشعب المصري اليوم ليعلمنا أروع دروس البطولة في صبره رغم الجرح والألم والحقد والحسد والنفاق والتدليس، رغم الخسة والنذالة والكذب والخيانة، رغم الظلم والطغيان، رغم القتل والإحراق، رغم السجن والسجان، رغم الشهداء والمعتقلين والمصابين والمفقودين، رغم جهل الجاهلين وحقد الحاقدين وافتراء المفترين وتزوير المزورين وإعلام الذل والعار، رغم تآمر المتآمرين وخيانة الخائنين رغم الانقلاب والانقلابيين، رغم كل ذلك ما زلنا نشاهد صبر المتظاهرين يتجلى في أحلى صوره، وأبهى حلله متمسكين بعون الله عز وجل وطالبي العون منه سبحانه..
إنه شعب مصر العظيم الذي ما زال حتى اليوم في الميادين لم يبرحها ولم يغادرها رغم القتل الذي ما زال يصب من فوق رؤوسهم حمماً ونارا، وواجهوا الرصاص وجوبهوا بالنار, لكنه ما زال صابرا يدعو إلى التمكسك بسلميته ويدعو إلى نبذ العنف وعدم الانجرار إلى مستنقع العنف، ويقر مع ذلك ومع ما يواجهه من نار وحديد المنهج الأصيل الذي أقره الله سبحانه وتعالى "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"..
ما يدلل على أن هبة المصريين ستفضي إلى نصرهم, لأنهم أهل الحق، وأنهم في ثورتهم السلمية التي تنبذ العنف وتمتنع عن اتخاذه أياً كانت مصادره، إنما يعتمدون مبدأ ثورات عديدة قامت في بلادنا وغيرها اعتمدت السلمية سبيلاً لها وطريقاً لها، فأمنت طريقها نحو النجاح والنصر في نهاية المطاف، مبتعدة عن أي من المسارات التي انحرف فيها الآخرون، فأغرقوا بلادهم وشعوبهم في مستنقع لا يجدون له مخرجاً حتى الآن وهو العنف والعنف المضاد.. أما الذين ما زالوا في غيهم سادرين يدافعون عن الانقلاب, لأنهم لم يحصلوا على استحقاق واحد من الانتخابات فلن يرحمهم التاريخ والأيام بيننا.
إن على قادة الانقلاب في مصر أن يستعدوا لمواجهة صبر لا غاضبين لسنوات إن أحكموا القبضة الأمنية فوق ما هي محكمة اليوم، وعليهم أن يدركوا قبل فوات الأوان من أن الجيش ما هو إلا جيش الشعب وليس لأحد أياً كان، واستخدامه لأغراض شخصية فئوية ضيقة حال لن يدوم وإن كان من يقوم باستخدامه لمصالحه هو قائده الأعلى فلن تنفعهم هيفاء وهبي عندما يصل الثوار عند نقطة, وهي قريبة جداً, لن يهنؤوا معها بعيش، أو يهدأ لهم جفن وشرعيتهم ما زالت في السجون منهوبة ومسلوبة.
هيفاء وهبي "الصحابية الجليلة" فاجأتنا قبل أيام بصور نشرت لها وهي تعتلي إحدى دبابات الجيش المصري تباركه على انتصاره على أبناء شعبه "الصهاينة", في الوقت الذي مازال في الشوارع في موقف يدعو إلى السخرية.. ولقد ثار الجدل والسخرية بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عقب نشر الحساب الرسمي للمطربة المثيرة للجدل هيفاء وهبي صوراً لها وهي تعتلي آليات عسكرية تابعة للجيش المصري وقت حظر التجوال.. والصور التي نُشرت فجر يوم الأحد عبر "تويتر" لم تشر إلي مكان التقاط الصور أو تاريخها ولكن كتب فوقها بالإنجليزية "يحيا الجيش المصري.. احترام".
 وجاءت معظم تعليقات المشاركين على الخبر المنشور على موقع شبكة رصد للسخرية من السماح للمغنية المتحررة باعتلاء آلية عسكرية، خاصة أنه من الواضح أنه كان وقت الحظر أو في حدوده لأن الشارع أو الجسر حيث الواقعة كانت تغلقه المدرعة ويبدو خالياً تماماً من المارة والسيارات وقتها.
وكان من بين الردود التي حازت على غالبية إعجاب الجمهور "يعني بذمتكم جيش بتجلس على أسلحته هيفاء وبترقص عليها كمان ده يحمي الإسلام والمسلمين ويحرر القدس في يوم من الأيام؟".. فيما قال آخر "أنا كمواطن مصري و الدبابات ديه بفلوسي مأبلش بـهيفاء تجلس عليها".
وسخر آخر بقوله "طبعا هيفا مش بيطبق عليها الحظر"؛ بينما قال آخر "لا لهيفنة الجيش"؛ وتهكم آخر بقوله "وبكرة تشوفوا مصر".. فيما قالت إحدى المشاركات "الأخبار دي ما بتعملش حاجه غير أنها بتزدنا ثقة وتأكد لنا أننا علي الحق لأنك لم تلاقي كلهم ضدك يبقي أكيد أنت صح".
وظهر اتجاه بين الجمهور أن تلك المظاهر سبب لهزيمة الجيش في أي معركة قادمة.. فقال أحدهم "من هنا تأتي الهزيمة".. وأضاف آخر "هتبقى بدل بيرلانت سبب لنكسه جديده ربنا يستر".. بينما قال مشارك تحت اسم "عبد الغني رياض": "وصلت للجيش المصري عليه العوض فيه الله يرحم شحاته أبو كف لما بوظ المنتخب"..
إنه زمانك يا مهازل فابيضي وافرخي ونقري حيث شئت أن تنقري, فلن يدوم لك هذا الحال الهزال.