;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

ثمن الكرامة والحرية 1288

2013-09-19 16:47:36


ستثبت الأيام والتاريخ سيشهد وسيدون في سجله بحروف من نور أروع الصفحات الناصعة عن ملحمة الصمود الربعاوية التي يشيدها الشعب المصري والتي أثبتت فشل كل حسابات قادة الانقلاب عندما راهنوا ابتداءً أن رمضان سيكون خط بارليف ضد أية فعاليات تؤيد الشرعية فإذا برمضان يلهب مشاعر الأحرار ليصبح رمضان الذي لم تشهده مصر من قبل اعتصاماً ومسيرات وطمعاً في الشهادة, الأمر الذي أقلقهم وجعلهم يفكرون ملياً في طرق أخرى من شأنها إنهاء حالة الحراك الغاضب الذي بدأه أنصار الشرعية سعيا منهم لتقديم قرابين الكرامة والحرية..
بعد ذلك قاموا بالمراهنة على إرهاب المعتصمين والمسيرات وتمثل ذلك في مجزرة الحرس الجمهوري ثم المنصة والاعتداءات المتكررة على المعتصمين في ميدان النهضة والمسيرات, فلم تزد هذه الجرائم المعتصمين إلا قوة وإصراراً على التمسك بشرعيتهم.. ثم راهنوا على مجيء عيد الفطر الذى ستنفض معه- كما ظنوا- الاعتصامات دون أدنى جهد منهم, فإذا بكل اعتصام يتحول إلى ساحة للاحتفال بالعيد.
ولم ييأسوا مع هذه المحاولات التي يفشلون في كل مرة فيها بل فوق ذلك راهنوا, في خطوة إجرامية لم يفكر بها إبليس, على فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقوة المفرطة فقتلوا وأصابوا الآلاف، لكن المعتصمين وقبل أن يدفن أهالي الشهداء أبناءهم كانت مسيرات رمسيس تشهد على أكبر خروج للشعب المصري في تاريخه, الأمر الذي أصاب الانقلابيون في مقتل..
ثم لم يجدوا بعد ذلك بداً من الرهان على الاعتقالات والملاحقات الأمنية فاعتقلوا أغلب قادة ورموز الإخوان وغيرهم من الشرفاء والوطنيين فإذا بجمع (الشعب يقود ثورته), ثم جمعة (الشعب يسترد ثورته), ثم جمعة "الوفاء لدماء الشهداء" تنزل عليهم كالصاعقة فكانتا بقوة 9 ريختر في وجه انقلابين ولا يملك أحد سواء كان مع الشرعية أو مع الانقلاب سوى أن يقف منبهراً من هذا الصمود الأسطوري العجيب".. لكن ما لا يدركه قادة الانقلاب أن إرادة هذا الشعب لن تنكسر مهما كلفه ذلك من تضحيات حتى يسترد شرعيته، ولكنهم لا يعقلون ولا يفقهون.
وحتى نضع النقاط على الحروف نذكر بما كان يقال من قبل من أن ما يسمى بثورة "30" نوفمبر ثورة أبهرت العالم لنكتشف أنها لم تكن لا ثورة ولا عالم منبهر ولا هم يحزنون ، والذي رأيناه وتأكد لنا أن النخب التي كانت حول البيادة تدعمها في انقلابها ذهبت تقابل السلك الديبلوماسي الخارجي لإقناعه بأن ما جرى ثورة استجاب لها الجيش للإرادة الشعبية ثم لم نجد أكثر من أصابع اليد لدول اعترفت بهذا الانقلاب أما الغالبية فهي متحفظة حتى اليوم وفي قرارة نفسها أن ما حدث ما هو إلا انقلاب عسكري تتحرج من الإفصاح بذلك نكاية بالإخوان وحكم الإسلاميين.
ومن النقاط التي يجب أن نضعها على بعض الحروف والتي أصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن هبة المصريين حتى اليوم ما زالت تحظى بإعجاب الشعوب الحرة خاصة وأن الفعاليات التي أصبحت اليوم ممتدة على طول البلاد وتنوعها قد زادت الشارع زخماً والتفافاً حول إنهاء الانقلاب العسكري، أكثر مما كان عليه الشارع المصري أثناء تنظيم الفعاليات المركزية، وما الأعداد التي نزلت وشاركت في جمعة الوفاء لدماء الشهداء بالملايين ويفوق أعداد من شاركوا في جمعة الغضب وما تلتها من جمع، لخير دليل على أن ما يردده إعلام الانقلاب من تضاؤل أعداد المشاركين محض افتراء وكذب يدحضه البث الحي والصور التي نشرت عن جمعة الوفاء لدماء الشهداء وعن فعاليات الأيام السابقة.
يقدم الشعب المصري العظيم، في أيام أسبوع "الوفاء لدماء الشهداء" آية جديدة من آيات صموده ومواجهته للانقلاب العسكري, حيث أجبر الشعب المصري سلطات الانقلاب على تقليص ساعات حظر التجوال، أمام إصراره على الاستمرار في مسيراته وفعالياته, وها هو يواجه الانقلاب بآليات احتجاجية مبتكرة تمثلت في التوسع الأفقي جغرافياً لتشمل كل حي وكفر ونجع في ربوع مصر.. كما كان من اللافت في هذه الفعاليات مشاركة كافة الشرائح من الشعب المصري واتساع المشاركة الشعبوية، ما يثبت فقدان الانقلاب كل يوم أرض جديدة مع انكشاف وجهه القبيح، وتهديده الواضح لكافة مكتسبات ثورة 25 يناير 2011.
إضاءة
إزاء هذا الواقع البطولي والأسطوري للغاضبين في مصر جميل بنا أن نطيب خواطرهم، ونهدأ من نفوسهم بموقف نسوقه للتذكير فيه البطولة تتجلى في أروع صورها وابهى حللها ، فلقد حكى لنا التاريخ أن عبدالناصر عندما طب من سيد قطب أن يكتب له اعتذار ليفكه من أسره، ضغطوا عليه بأخته أمنة قطب التي أرسلت إليه تترجاه بأن يقدم اعتذار لعبدالناصر حتى يفك أسره، فرد عليها من سجنه وحبل المشنقة على رقبته قد شد وثاقه:  
أخي أنت حرٌّ وراء السدود .. أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .. فماذا يضيرك كيد العبيد؟!!
أخي: ستُبيد جيوش الظلام .. ويُشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها .. ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي: قد أصابك سهم ذليل .. وغدرا رماك ذراع كليل
ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل .. ولم يدمَ بعدُ عرين الأسود
أخي: قد سرت من يديك الدماء .. أبت أن تُشلَّ بقيد الإماء
سترفع قربانها للسماء .. مخضبة بوسام الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح .. وألقيتَ عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح .. ويرفع راياتها من جديد
أخي: إنني اليوم صلب المراس .. أدكُّ صخور الجبال الرواسي
غدا سأشيحُ بفأسي الخلاص .. رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع .. وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع .. وسيروا بها نحو مجد تليد
أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا .. فروضات ربي أعدت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا .. فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمتُ الكفاح .. ولا أنا ألقيتُ عني السلاح
فإنْ أنا متُّ فإني شهيد .. وأنت ستمضي بنصر مجيد
سأثأر ولكن لرب ودين .. وأمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام .. وإما إلى الله في الخالدين
قد اختارنا الله في دعوته .. وإنا سنمضي على سنته
فمنا الذين قضوا نحبهم .. ومنا الحفيظ على ذمته
أخي: فامضِ لا تلتفت للوراء .. طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت هنا أو هناك .. ولا تتطلع لغير السماء

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد