;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

عن حظر جماعة الإخوان المسلمين 1258

2013-09-24 18:53:55


من يرقب المشهد المصري اليوم عن قرب مع ما يعيشه المتظاهرون من تنكيل وإجرام وتضييق لحرياتهم للحد من تحركاتهم ربما، أقول ربما، سيتبادر إلى ذهنه أن الحركة الانقلابية التي استخدمت, وما زالت, الحديد والنار في انقلابها قد أصابتهم في مقتل، بحيث لن تقوم لهم قائمة بعد اليوم، خاصة مع القرار الأخير الذي نص على حظر جماعة الإخوان المسلمين ومنع أي من النشاطات المنبثقة عن الجماعة..
ولا أعتقد أن المشهد يجب النظر إليه من هذه الزاوية، أما لماذا, فلأن مثل هذا القرار كان قد اتخذ من قبل وتحديداً في عهد النقراشي, إلا أن القرار آنذاك اصطدم بالزخم الشعبوي الذي حظيت به الجماعة بسبب ذلك القرار الذي عد مخجلاً في ذلك الوقت وأصبحت الجماعة يومها أكثر انتظاماً، وكان ذلك القرار دافعاً لها في أن تعيد ترتيب صفوفها بطريقة حار معها النقراشي فخرجت الجماعة من تلك الأزمة بعزيمة أقوى، ونالت من المكتسبات السياسية ما جعلها تتصدر الكثير من المشاهد التي جعلتهم أمام الرأي العام المصري بانهم من أكثر الجماعات المنظمة التي يقفون لها إجلالاً واحتراماً..
العسكر اليوم للأسف الشديد عقولهم دخلت مرحلة "الكرتنة" التي لا ينفع معها التعقل والتفكير العقلاني والمنطقي, فذهبوا لاتخاذ مثل هذه القرار التعيس الذي يزيد من رصيد فضائحهم لدى الشعب الذي أصبح على دراية كافية بمخططات العسكر ومراميهم التي يصبون إليها وهي الاستحواذ على الحكم بقبضتين من نار وحديد.
تعجبت كثيراً وأنا أقرأ على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات للمطربة الشعبية بوسي, قامت فيها بتحريف نص آية قرآنية, حيث قالت "لو اجتمع الإنس والجن على أن يرجعوا محمد مرسي للحكم لا يستطيعون", كما قرأت لها ما تداوله بعض النشطاء من تصريح آخر لها قالت فيه" لو الإله اللي بعبده بيجي بالانتخابات كنت جبت السيسي", كما قالت أيضاً "اللي قال إن سيدنا محمد أشرف الخلق كان غلطان, لأنه ما شفش الفريق/ عبدالفتاح السيسي"..
وبغض النظر عن تفاهة ما تكلم به هذا الكائن وقفت كثيراً وأنا أفكر في مصير الشرعية التي يدعون بأنها سقطت وإلى الأبد وأن مرسي لو اجتمعت قوى الأرض لأن تعيده فلن تستطيع، ظللت افكر في هذ الموضوع ليس يأساً مني يعلم الله لكنه من باب قوله تعالى "ولكن ليطمئن قلبي" وأنا ستغرق بالتفكير عن الطريقة لاتي سيعود بها الحق لأصحابه وقعت عيني على كلام أغلى من الذهب للراحل مصطفى محمود قال فيه "من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً، وسوف يرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس.. الأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم، وحكام الأمس مشردو اليوم، والقضاة متهمون، والغالبون مغلوبون، والفلك دوار والحياة لا تقف, والحوادث لا تكف عن الجريان.. والناس يتبادلون الكراسي، ولا حزن يستمر.. ولا فرح يدوم".. قلت سبحان الله كيف ساق الله لي مثل هذا الكلام في مثل هذه اللحظة التي نقلب فيها عقولنا عن بعض حقائق الحياة, فعلاً إن الحياة لا تدوم، والحق يبقى ما بقي الزمان بالناس حتى وإن خفت بريقه في فترة من الفترات فما ذلك إلا لتذكير الناس بسنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير..
ومثل هذا الكلام نسوقه فقط لمن يفهم حقاً معاني النصر الحقيقية، أما من في قلبه شيء من الريب والشك، ويسأل عن أسباب تأخر النصر عن الجماعة المؤمنة, فأذكر له بعض أسباب تأخر النصر التي تحدث عنها سيد قطب رحمه الله, حيث قال (قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها، ولم يتم بعد تمامها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المدخور فيها من قوى واستعدادات, فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكاً لعدم قدرتها على حمايته طويلاً!.. قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة، وآخر ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزاً ولا غالياً، لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل الله..
قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر, إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله..
قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله، وهي تعاني وتتألم وتبذل؛ ولا تجد لها سنداً إلا الله، ولا متوجهاً إلا إليه وحده في الضراء, وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله, فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله..
قد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها, والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئاً من المشاعر الأخرى التي تلابسه.
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى, فأيها في سبيل الله, فقال:« من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله»..
قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمخض خالصاً، ويذهب وحده هالكاً، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار!..
قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماماً, فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين فيه، لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله؛ فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة, فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عارياً للناس، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية!..
قد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح بعدُ لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة, فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار, فيظل الصراع قائماً حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر، ولاستبقائه!..
من أجل هذا كله، ومن أجل غيره مما يعلمه الله، قد يبطئ النصر، فتتضاعف التضحيات، وتتضاعف الآلام, مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية).. ولا تعليق على كلام الملهم سيد قطب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد