;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

ما لا يفهمه قادة الانقلاب 1068

2013-10-01 13:01:18

             
أم هناك والدمع تملؤ عينيها توكل أمرها إلى الله ولم تجد بداً من القول بأن ابنها الذي اغتاله رصاص الغدر في رابعة العدوية فداء الوطن، وأخرى أحرق العسكر قلبها قتلوا لها ابنتها الوحيدة راق لها لأن تتحدث عن التضحية في سبيل الله وأن دم ابنتها يرخص من أجل الوطن، أب ثالث فجع بابنه العائل الوحيد, لكنه كان أكبر من المصيبة وبشموخ قرر مقتنعاً من داخله أن الشهداء أمثال ولده هم جناين مصر التي ستتفتح بالخير على هذا الوطن في قادم الأيام.. وهناك بنت صغيرة فقدت أباها تحاملت على نفسها والألم يكاد يفطر قلبها وهي ما زالت غير مستوعبة فراق أبيها قالت: أبي إن شاء الله للجنة وللوطن يرخص دمه.. وزوجة هناك رفعت يديها إلى السماء تنادي الله عز وجل: اللهم إن كنت قد أخذت زوجي فإنني أستودعه شهيداً عندك فاقبله مني ثمنا لحريتنا في زمن العسكر.. ولد صغير استشهد أبوه في ميدان النهضة حتى أنه لم يعرف ملامحه من شدة القساوة التي استخدمها العسكر في تصويب رصاصهم عليه توجه ببصره إلى السماء قائلاً: اللهم لا تردنا بعدهم، ووفقنا لأن نسير في خطاهم، وألحقنا بهم.
ما سقناه مشاهد رأيناها كثيراً على شاشات التلفزيون عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة والقتل الذي ما زال يمارس حتى اليوم ضد المنتفضين الغاضبين الرافضين للانقلاب، هذا على مستوى المواقف ناهيك عن العزيمة والإصرار لدى هؤلاء في مواجهتهم السلمية لجموع العسكر الذين مرقوا على شعبهم وصوبوا نحوه البنادق الغادرة حتى يصفوا لهم الجو في حكم مصر ، مفردات ومفاهيم على ألسنتهم لا تكاد تفارقهم، كمثل "تضحيتنا في سبيل الله وفداء للوطن، نصرة للحق ووقوفا مع أصحابه، حتى نري الله من أنفسنا أجمل ما عندنا، نتقرب إلى الله بنضالنا ضد الطغمة القاتلة، حتى يكتب الله لنا الأجر، شهيداً حتى أكون شفيعاً، إنها الجنة تنادينا للعمل، شهداؤنا نبراس طريقنا".. ما سبق جميعها مفردات ومفاهيم لا أشك للحظة أن قادة الانقلاب يفهمون أو يدركون شيئاً منها، أما لماذا, فلأنهم قتلة ومجرمون ومارقون، ولأنهم أيضاً كائنات لا تفهم شيئاً من دروس الإنسانية، تربت على ثقافة الغاب "من طلع له قرون استأسد على الآخرين من هم دونه", إنهم الأوباش في الزمن الغادر الذي أصلت له بنادقهم وعنفهم وإجرامهم وسعارهم.
شخصياً لا أعتقد للحظة واحدة أن السيسي والنخب التي تجمعت حول فتات البيادة يفهمون معنى أن يقدم الإنسان روحه فداء لوطنه.. إن دعوات المظلومين، وأنين المقهورين، ومن سفكت دماؤهم، وقتل فلذات أكبادهم، وأثخن القتل فيهم، أناس أذنت لهما لسماء بأن يسمع صوتهم، وأذن للملائكة بأن ينصتوا لهذه الرجاءات وهذه الدعوات الملتاعة التي اهتزت لها السماوات.. لذلك فإن الدماء لن تمر هدراً، وسيأخذ حقها قاضي الأرض, لأن ما حصل فعل شنيع وجرم مضاعف لن يرضى عنه الله عز وجل حتى يؤخر عقوبته وجزاء فاعله.. ومثل هذا الكلام نسوقه للأمهات والآباء والأطفال ممن تقطعت أوصالهم بعد فقدهم لأعز أحبابهم في مصر، نسلي قلوبهم بمثل هذه الكلمات، ونطيب خاطرهم بهذا النفس التفاؤلي الذي يحبه الله منا، ويحب يفيننا فيه بنصره وعونه وغوثه..
أما القاتلون والراقصون على أشلاء الشهداء، والضاحكون على أنغام سيمفونية الدماء وأوتار الدمار, فلن يفلتوا أبداً، والأقدار ورائهم أينما ذهبوا, وهذا حسني مبارك انتهى به الحال إلى السجن وهو الذي كان يقول:" يا أرض اشتدي فما عليك قدي", وسيذهب الذين أوغلوا في دماء الشعب إلى مزابل التاريخ بعدما يرينا الله فيهم عجائب قدرته التي أصبحنا نرى اليوم كثيرا وما ربيعنا العربي ومصائر الطغاة عنا ببعيد، فقط بيننا الأيام وستذكرون ما نقول لكم.
أقول للطغمة الانقلاب وإن كانوا لا يفهمون مثل هذا الكلام, إلا أننا نقوله لنعذر أنفسنا: "يا هؤلاء إن يد الله تعمل في الخفاء، فدعوها تفعل ما تشاء".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد