أعتقد أن أدق وصف يمكن إطلاقه على الجوقة الانقلابية في مصر يتمثل في قول شاعر اليمن الكبير المقالح/ والله لو زينوا بالشمس معصمها * وزينوا الصدر بالأفلاك والقمر ما خففت من جبال القبح شاردة * ولا أمالت إليها وجه ذي بصر فأشفقوا بعيون ضاع ناظرها * وخففوا من طلاء الوجه والشعر ففي الزمن الرديء، ودهر المهازل البغيض يحاول القبحاء أن يزينوا أعمالهم القذرة بكثير من المساحيق التجميلية التي ظن أصحابها أنها ستغطي من عوراتهم، وستخفف من قبح منظرهم، لكن هيهات، فلن تبقى كثيرا حتى تزول، لماذا؟ لأنهم لا يعرفون أن دهر المهازل، وزمن الرداءة لم يتجسدا في كائن كما تجسدا في هذه الطغمة الانقلابية التي أصبحت تمارس المهازل على أوسع نطاق وبلا رادع من أحد، مستقوين بالجيش الذي انطلى على الكثير من أبنائه أحبولة أن هناك ثورة قامت في الثلاثين يونيو على إثرها اتخذ الجيش هطوته الانقلابية، ليصحو الجميع على سلطة فاجرة أهلكت الحرث والنسل حتى لم تترك شيئا في مصر إلا واصطلى بنارها أو اكتوى بحرها، والمحظوظ من أصابه شيء من دخانها. اليوم وياللعجب، ليلى علوي تكتب دستور مصر الذي استفتي عليه الشعب وحصل على نسبة قبول معتبرة، إنه الزمن الرديء، ودهر المهازل البغيض الذي يتجلى في صوره الملونة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، هل عُدم الحكماء والعلماء والراشدون وخبراء القانون والسياسة والاقتصاد، والعالمون بالتاريخ ودساتير الدول الناهظة حتى يتم الإتيان بالمراهقين سياسياً وثقافياً وفنيا كليلى علوي وخالد يوسف!!!.. وأصدقك أخي القاريء أنني في بعض الاحيان – وأنا أقلب في عقلي مثل هذه المهازل - اصل عند نقطة أتذكر فيها مجموعة من الذين كنا نظن أنهم حكماء وأهل رشد فإذا هم أهزل من هذه المهازل وأردأ منها وقد رأيناهم ينزلون إلى مستويات منحدرة، فأنا أفهم أنها مهزلة أن تقوم فنانة مثل ليلى علوي عرف عنها جرأتها في تجاوز الخطوط الحمر فيما تعارف عليه الشعب المصري ومخرج لم يراع أيضا هذه الخطوط الحمر ولم يقف عندها مثل خالد يوسف، لكن كيف نفهم أن يقوم داعية مثل عمرو خالد، ومفت سابق مثل علي جمعة بتسجيل مقاطع فيديو توجيهية من داخل وزارة الداخلية, يدعون فيه الجنود للعمل بإخلاص في تنفيذ أوامر قادتهم في دفعة معنوية استطاع العسكر من استغلال هؤلاء في الدفع بعجلة الانقلاب التي ما زالوا يجرونها اليوم بفضل هؤلاء الذين انطلت عليهم مؤامرة الانقلاب، والعجيب أنهم يظنون أنهم أحسنوا صنعاً بدعوتهم للجنود بتنفيذ أوامر القتلة. ومهما يكن الحاصل فإن الشعب لن تعد تنطلي عليه مثل هذه المهازل التي اصبح اليوم عليما بها ـ وضليعا في فهمها وتقديرها حق قدرها من الانتباه منها، والوقوع في حبائلها. ومما يثلج الصدر اليوم أن جموع الخارجين في مظاهراتهم أصبحت أعدادهم تزداد يوما بعد يوم، وزخمها يتكثف مظاهرة بعد مظاهرة، والتفاعل في القرى والمدن أصبح يتمدد بطرق غير عادية، إلى درجة أن حجاج بيت الله الحرام متشوقون للحج هذا العام من الشعب المصري ليروا الله من أن فيهم خيرا، واصفين رحلتهم لهذا العام بأنها ستكون من أعظم مواسم الحج نظراً لأنهم يذهبون للحج وهم يحملون هم وطنهم الجريح الذي حاول اغتياله عسكر مارقون.. وقال الكثير منهم بأنهم سيلوحون بإشارة رابعة من فوق جبل عرفات للتحية ورفع القبعات للقابضين على جمر الصمود, هناك في مصر إذاً فلننتظرهم وهم يلوحون بالشارات من على جبل عرفات وصوتهم يملأ سمع الزمان والمكان..
مساء الخير يا وطني..
أتيتك انقش الإصرار في بوابة الزمن.. أتيتك هيبة التاريخ من خلفي
ونور الحق يطرد من أمامي ظلمة الفتن
أتيتك أحمل الإصرار في كف وفي الأخرى حملت لفافة الكفن
مساء الخير يا وطني ...
لقد سيرت في بحر المآسي أعظم السفن
ملأت فؤادي الخاوي بنور الله كي أحميك يا وطني
أتيتك والرؤى البيضاء تتبعني
أتيك والهواء الطلق يعزفني أتيتك .. أيها الغالي .
نشيداً يعربي اللحن ثغر المجد ينشدني..
مروان المخلافي
دهر المهازل 1195