;
علي السورقي – شيفيلد  المملكة المتحدة
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة

ليست سعودية..حتى اسمها يمني! 2374

2013-12-01 21:12:25


أخيراً انتصرت الحقيقة لقضية الفتاة اليمنية "هُـدى آل نيران" وانتشلتها العدالة الأوروبية ممثلة بمنظمتها الحقوقية المفوضية العـامة لشـؤن اللاجئين من خلال تعبئة استمارة حق طلب اللجوء في وطنهـا.. يا لها من مفـارقة حين يكون القرار السيادي لأي بلد مرهوناً بصك غفــران لبلد آخر, هنـا فقط يكون كل شيء تابعاً يتلقــى ولا يلقي بحباله كي تكذب السـاحر, لأنه في الأصل مسحـور بالراتب الشهـري والمعونة السنوية والإدمان على ثقــافة التبعيةُ التي مازالت تلازم مراحل تكوين "الشيخ, المدير, العميل, الوزير, الزعيم", ممن تــوالوا على حكم وطننـا منـــذُ أن "مات اللي اختشـوا".. ومع ذلك لن ينتصر الباطل على الحق, بل يُدمغ الشــكُ باليقين انتصاراً ولا يفلحُ السـاحر حيث أتـى.

انتصرت " هـدى" ليمنيتهــا أولاً ولحقهـا الإنسـاني انتصرت المفوضية العامة الدولية لشؤون اللاجئين ولم يكن لهـذه المنظمـة أن تنتصـر للقضية الإنســانية التي تكالب عليها المتردية والنطيحة وما أكل التآمر من مسؤولي حكومتنا بمختلف رتبهم ومواقعهم ورواتبهـم بالريال السعـودي لولا الدور البارز لبعض وسائل الإعلام اليمنيـة التي شبت عن الطوق وكفـرت بصكوك الغُفـران الممنوحة ذلاً وإذلالاً من حكومة الجارة الشمـالية وآمنت بالحقيقـة قولاً وعلى رأسهـا وفي مقدمتهـا محراب الحقيقة ومساحة الحُـرية المُطلقة ومنبـر الخبر اليقين ولسان حـال الرأي العـام "صحيفة أخبـار اليوم".

نعم إن للحقيقة منبراً وللنفـاق صُحفاً صفـراء وأصوات عوراء ومواقـع "إلــ كـرتونية" تحت أسمائها التبعية خطوط حمراء ومواقف عرجـاء..

عمـوماُ انتصرت اليمنية هُــدى وكان للإعلام دور بارز في الانتصار لقضيتهـا.. انتصرت هُـدى لأنها يمنية, هكذا كانت حُـرة في إثبات هويتهـا الحقيقية فكانت وستظل جديراً بالاحترام وفخورة بالانتساب لوطنهـا الأصلي "حتـى اسمها" يُنطق بأبجدية الضاد العربية فُصحـى مشتقة من المسند الحميري ليس فيه لكنـة نفطية.. ومن هذا المنطلق تجمعت كل الشواهد المادية والتاريخية والبشرية في الانتصار لهـا جديرة هي بالاستحقاق وعظيم هو وطني اليمن أرضاً وإنسانا ولا عـزاء لحكومتنـا في مواقف الوهن فمن ارتضى لنفسهِ الذلُ يُـذل وعلى قدر أهل الهـوية تأتـي السيادة كبريـــاء.

سعادة السفير السعودي يُخاطب وسائل الإعلام بكل ثقة قائلاً: سوف يصدر قاضي المحكمة حُكمــاً بعودة الحالة؛ يقصد "هــدى".. وهنا تكمن التصرفات الغير دبلوماسية ولباقة الحديث في ضبط النفس.. القول له "ستعود الفتـاة من اليمن الفقيـر", نعم سعادة السفير نحن فقـراء في حُكامنا الذين ابتلانا الله بهم هكذا ارتضوا لأنفسهم الأمـارة بالتبعية ولكنا أغنياء قيم, أخلاق, جوار, احترام الآخر والتعايش معه, شعب يستمد غِنـاه من حضارته وقيمه العروبية وعقيدة الإسلامية السمحاء, ضمائرنا دوماً بارزة نحب الخير للإنسانية جمعاء, لا نختزل الحقد ولا نروض أنفسنا على الكراهية, هي هيك تربيتنا الوطنية, وإن كان لنـا شواذ يهـرعون للتعاطف مع العملة الملكية وفئاتها المختلفة, إلا أننـا نظل في مدار الأمم وحديث التاريخ أغنياء, وثق تمـاماً لن تعـود "هــدى".. رُفعت الجلسة وجفت كل أساليب الإغــراء.

انتصرت هُـدى بغض النظـر عن الطريقة والأسلوب الذي راهن عليه بعض المتدربين في ورش

التبعية الحزبية والقفـز المطاطي في الحكم على الحالة من منظور العُرف والتقاليد القبلية, مزايدين على القضية كحالة إنسانية وحق شخصي تكفله القوانين والبرتوكولات الدولية والشريعة الإسلامية, قال تعالى "يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يُبايعنك... فبايعهن.. الآية", والبِكر تُستشـار حق لها.

أقول هنا مؤكداً بأن الانتصار لم يُكتمل من حيث إغلاق الملف الممول كمشروع تجاري للشقيقة الجارة, ولن تسلم بالأمر الواقع وهنا حتى وإن أُفرج عن هُـدى اليمنية فستظل في خطر حيث ستحاول الشقيقة عبر أدواتها المحلية الانتصار لنفسهـا سياسياً وتاريخياً من فوهة البُندقيـة.. وعليه يجب أن تكون هُدى في مأمن عن أدوات الشقيقة وهي كثيرة في الداخل وعلى مستوى من العيـار السياسي العميل, ليس المهم أن تحصل على منزل في حي راقٍ بالعاصمة أو غرفة نوم فارهة, مع التقدير لكل من بادر وتعاطـف, فتأمين حيـاة اليمنيـة "هُــدى" لا يتوقف هنـا, فيد الشقيقة طويلة في الوضع الحالي وأدواتها البشرية والسياسية كثيرة من "شـرائح الدفع المسبق", لذا أنا مع ترحيلهـا إلى بلد أوروبي حيث هناك كل أيادي النفط مصفـدة والقانون لا يؤمن بأميـر ولا يُسـاوم وزيراً, فلتغـــادر هُـدى حتى لا تنتصر البندقية على الحُب العـذري الشريف, فكثيـر هو المجهـول ومنتشـر هو كاتم الصوت في ظل حكومة الولاء.

عمومـاً انتصرت الحقيقة واعترف الواقع بيمنـية القضيـة وعدالة المفوضية ودور الوسيلة الإعلامية.. جـارتنـا الشمالية ليس كل شيء يُباع ولا كل أمـرٍ يُطـاع وما خلفتـه الضباع لا تـأكله الأسود, فهذه هُـدى نفخـر بيمنيتهـا ولنا بهـا مطالب أُخــرى..

الفتاة يمنية وهي ليست القضية كما يفهمها المتضامنون مع الحُب, وأنا لستُ بالتأكيد, إنما السؤال هنا: لماذا كل هذا الاهتمام وتسخير كل الإمكانيات المادية والدبلوماسية والتبعية؟.. علماً بأن القضية أكثر من عادية ولا تستحق كل هذا الجهد الدبلوماسي والدعم اللوجستي, إلا لأمر في نفس "فـرعون" يعلمه كل أبنـاء اليمن ونجد الحجـاز الذي نكنُ لهم كل الحب, "والتقدير وجُل الاحترام فنحن وهم نسباً وصهـراً", ولا يمني مؤمن خير من أمريكي أشقر.

انتصرت الحقيقة "اقترب الوعد الحق" هـارد لك سعادة السفير, معلــش معالي الوزير خيرها في غيـرها.. شكراً للمفوضية العُليا وتقديراً للمحامي وهُـدى انتصرت للهوية, حتى اسمها يُنطق يمنــــياً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد