;
د. شادي صالح باصرة
د. شادي صالح باصرة

يا ويل دُثينة من دُثينة 1090

2013-12-08 16:43:19


منذ انسحاب الحراك الجنوبي من الحوار وأنا في حيرة من أمري, فكيف يفرط الشمال بهذا المكسب, بل كيف يفرط هادي بخط الدفاع الأول عن نفسه في صنعاء؟.

لقد رفضت كل المكونات الجنوبية الحوار وكان مكون شعب الجنوب هو الوحيد الذي وافق على دخول الحوار رغم الاستياء الشعبي الجنوبي الذي رافق تلك الهرولة نحو حوار يُسوق له تلك الوجوه التي طالما كانت السبب في معاناة الجنوب.. لكن غلطة الشاطر بألف, فمكون شعب الجنوب كان عليه أن لا يقبل بالحوار قبل تنفيذ بعض النقاط المحورية لمعالجة مشاكل الجنوب. كان تيار شعب الجنوب الأكثر جرأة ومن يمتلك بعض القبول في الشارع الجنوبي، بل وكان من المتحمسين للفدرالية, لكن تلك التي يمكن أن يقبلها الشارع الجنوبي وتضمن حقه من المعادلة الخاسرة من الناحية الديمغرافية بين الشمال والجنوب.

كان على الشمال أن يتمسك بأكثر المتحاورين من الحراك الجنوبي، كان عليهم أن يخرجوا بحل يرضي هؤلاء على الأقل، فالحل الذي سيتناسب مع سقف هؤلاء مهما بدا عالياً سيكون اقل من ما يطلبه الشارع الجنوبي المستاء من الوحدة.. كان وبلا شك توقيع هؤلاء على مخرجات الحوار سيضفي شيئاً من الشرعية عليها ورضا شريحة لابأس بها في الجنوب وخصوصاً تلك التي استنزفها طول الفترة الانتقالية واللا استقرار وصراعات الحراك الداخلية.. كان على الشمال أن يكون أكثر شجاعة في تعامله مع الحلول المطروحة لمعالجة الجرح الجنوبي ولو كانت الفدرالية من إقليمين، وعوضاً عن الاختباء وراء شبح الانفصال، كان يمكن الإسهاب في استخلاص كل الضمانات الدستورية والسياسية لمنع أي انفصال محتمل والذي لن يتم في ظل جيش وطني غير مُسيس وتقاسم عادل للسلطة والثروة بين الجنوب والشمال.

أخطأ الشمال هذه المرة وخطيئته الكبرى هي تشتيت الجهود وتفريخ أعداء جدد على وجه الخصوص في هذه المرحلة الحرجة التي تمر فيها اليمن بين تجاذبات وتنازعات إقليمية ودولية وعائلية ومذهبية.. اليوم سيعود محمد علي احمد بطلاً إلى الجنوب، بل وسيكون هذا الانسحاب سبباً لتوحيد الصف الجنوبي فهم يتعلمون الدروس التي تثبت دائماً أن النخب الشمالية الماكرة لم تتغير.. في نفس الوقت تزداد الفجوة بين القوى الشمالية بسبب التجاذب السعودي القطري في المنطقة.

أصبح الجنوب اليوم بيئة خصبه للتوافق الجنوبي وبروز قيادات شابة جديدة لتدير الدفة، بل ولا أبالغ إن قلت أن كثيراً من القوى الإقليمية والدول الخليجية أصبحت أقرب إليهم اليوم من أي وقت في السابق في ظل هذا التقارب الرئاسي القطري المُبالغ فيه، الأمر الذي سيزيد الأمر تعقيداً ولن يسهم في حل حقيقي للجنوب ولا للشمال.

على الرغم من فداحة هذه الخطيئة التي وقعت بها كل نخب الشمال لكن ما يبررها هو خوف الشمال من الانفصال، لكن ما يدعو للحيرة والذهول وخيبة الأمل سماح الجنوبيين النُزلاء حديثاً في قصر الرئاسة للحراك بالانسحاب من الحوار, وهو السبب الرئيس في وجودهم في السلطة وبروزهم بهذا الشكل المؤثر في صنعاء, حتى خرج علينا حراك شمالي يشكو ظُلم الجنوبيين للشمال طيلة فترة حكم هادي المؤقتة ومتهماً الجنوبيين بممارسة لعبة تبادل الأدوار والاستئثار بالمناصب مستغلين بعبع الانفصال.. حتى لو كان هذا غير صحيح وكان مؤتمر شعب الجنوب مشاغبا أحياناً، لكن لو كانت الصدفة من خلقت صورة مؤثرة للجنوبيين في صنعاء فالمنطق مسايرتها والتجاوب معها وليس إحراقها والتخلي عن عنصر ضغط جنوبي في المعادلة السياسية في اليمن, الأمر الذي بلا شك سيقوض كثيرا من حرية وقوة هادي في صنعاء, وغداً سيبحث الشمال عن مُمثلين جُدد للجنوب من لهم تأثير وصدى أوسع في الشارع الجنوبي، فهم يعلمون أن الوحدة لا يمكن أن تصمد كما في السابق بشخصيات جنوبية هزيلة تفتقد للكاريزما والتأثير في الشارع الجنوبي, على الأقل كان تيار شعب الجنوب يمثل صوت الاستياء الجنوبي ويعمل على التنفيس هناك بتصريحاته النارية أحياناً وشطحاته التي لم تكن بمجملها قابله للتطبيق ولا تتسم أحياناً بالواقعية والهدف الحقيقي من وجودهم في صنعاء.

لن يبرأ الجرح في الجنوب إلا بخطوات جريئة تعيد للجنوبيين الثقة بالوحدة, خطوات حقيقية ومتجانسه مع إخراج درامي بسيط وغير مكلف يصور دخول أطقم عسكريه ترفع العلم اليمني وتحرر بيت الرئيس الجنوبي الأسبق.. خطوه تعيد تعيين كل العسكريين الجنوبيين المُسرحين قسرا في حفل مهيب في ساحة العروض في عدن, تجنيد 30 الف جنوبي وتوزيعهم على كامل مناطق اليمن, إقامة رئيس الجمهورية والحكومة لمدة ستة أشهر شتوية في عدن لرفع الاقتصاد والإنفاق على الجنوب كخطوة للحد من سلبيات الحكم المركزي.

إلى يومنا هذا لم تنفذ نقطه من النقاط الـ 20 والـ 11 التي أقرها مؤتمر الحوار، فعلى ماذا تريدون للجنوبيين أن يستمروا في الحوار والوحدة!.. إن اليأس والفقر والتجاهل الحاصل في الجنوب سيكون بيئة خصبة للتطرف والصراعات الإقليمية التي بلا شك ستنهي وحدة الشعب ومن ثم وحدة الأرض والسلم الاجتماعي بين الجنوب والشمال.

*باحث وعضو هيئة التدريس في جامعة صنعاء

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد