لم يدر في خيال الانقلابين ولا للحظة أن ميدان رابعة الذي أرادوا له أن يتوارى مطلقا عن الوجود والأنظار أن يصبح اليوم رمزاً للخلود والصمود ، منه يتعلم الناس أبجديات الحرية وانتزاع الحقوق ،
لقد حاول الانقلابيون عبثاً أن يطمسوا معالم هذا الميدان الذي كان يوماً ما مكانا لإعلان الرفض للاستبداد ، ليصير بعد ذلك مدرسة تستلهم منه الشعوب دروسا في كيفية الصمود في وجه الظلم والظلام ، وانتزاع إرادتها أمام الاستبداد والمستبدين,
أرادوا طمس هويته فإذا به يغدوا كائنا من لحم ودم يحلق بأجنحته سماوات الحرية ، ويجوب بروحه الشفافة آفاق الكون الرحيب ينشر ما يدعوا إليه من دروس العزة والكرامة ، ويبشر بمستقبل واعد للحق
اليوم آخر هذه المشاهد وتحت شعار "رابعة نبض الحرية" بدأت قناة "رابعة" بالبث من إسطنبول منذ أيام على قمر "نايل سات "حيث تأتي هذه التسمية تيمنا بميدان رابعة العدوية، لتكون منبرًا للأحرار ورمزًا للشرف والحق في العالم العربي والإسلامي".
ومما لا شك فيه بأن انطلاق بث القناة من الأراضي التركية سيصعد التوتر الدبلوماسي أكثر بين القاهرة وأنقرة حيث كانت الأخيرة طردت السفير التركي من أراضيها كما سحبت سفيرها من انقره احتجاجاً على محاولات مستمرة من جانب تركيا للتدخل في الشؤون المصرية منذ ثورة 30 يونيو/ حزيران الماضي.
وتحمل القناة شعار (رابعة) بلونيه الأصفر والأسود، والذي صار رمزًا عالميًّا للصمود، حيث شهد ميدان رابعة العدوية اعتصامًا لمؤيدي شرعية الدكتور مرسي .
وكان أول من أطلق الشعار رئيس الحكومة التركية رجب طيب أر دوغان الذي ظل طوال الأشهر الماضية يطلق التصريحات المناهضة للقيادة الجديدة في مصر حتى انه دعا إلى تدخل أممي في مصر لصالح جماعة الإخوان المسلمين.
وتبث (فضائية رابعة) على تردد 11075 رأسي بمعدل ترميز 27500 على النايل سات، وتوجه القناة رسالتها إلى بلدان العالم العربي والإسلامي من خلال مجموعة متنوعة من البرامج الإخبارية والسياسية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب التغطيات الحية والتفاعلية لآخر التطورات والأحداث.
وحسب مسؤولين في الفضائية، فإن "رابعة" ستسعى "لتحقيق مطالب ثورات الربيع العربي، ونشر الفكر السياسي في الإسلام بمفهومه الشامل وقيمه التي تدعو للعدل والحرية والحكم الرشيد، وتقديم القضايا السياسية المعاصرة من خلال المنظور الإسلامي، وتقوم بإعادة بناء العلاقة ما بين المشاهد والرموز الفكرية الإسلامية".
أيضاً من المشاهد التي أصبحت تسير في نفس الاتجاه من تخليد رابعة العدوية ما شاهده العالم خلال مراسيم التشييع الأخير لأيقونة الحرية نيلسون ما نديلا ،من وضع شعار رابعة على جميع الكراسي التي امتدت مد البصر ، حيث لم يجد شعب جنوب أفريقيا حرجا من تعليق شعار رابعة على جميع الكراسي تيمنا بهذا الشعار الذي يحمل في طياته شعارا لأعظم ملحمة في العصر الحديث تلاقى فيها فريقان احدهما اعزل عن السلاح والآخر مدجج بأعتى أنواع السلاح لكنه لم يستطع أن يقهر الأخر رغم سلميته
إذا نحن أمام حالة ومشهد فريد رأينا فيه شعار رابعة العدوية ينتشر خارج الحدود المصرية، ليمتد إلى أنحاء متفرقة من القارة الإفريقية؛ عبر محافل سياسية ورياضية في الأشهر الأربعة الأخيرة، غير أنه كان لكرة القدم النصيب الأكبر في نشر تلك الإشارة التي يستخدمها مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي للتعبير عن رفضهم لما يعتبرونه “انقلابا عسكريا”، في إشارة إلى الإطاحة بمرسي يوم 3 تموز/يوليو الماضي.
وحتى المحفل السياسي الوحيد الذي شهد رفع شارة رابعة في إفريقيا، كان مكانه ملعب كرة قدم، ففي جنوب أفريقيا، أبعدت الشرطة، الثلاثاء، مجموعة من ” المتظاهرين الأجانب” الذين لوحوا بإشارة “رابعة العدوية” الشهيرة في إستاد بجوهانسبرغ، خلال مراسم التأبين الرسمي لرئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا.
وقال متحدث باسم الشرطة الوطنية في جنوب إفريقيا سولومون ما غال، لوكالة الأناضول، أمس، “ليس هناك اعتقالات، المتظاهرون تم فقط إبعادهم عن الاستاد” الذي شهد مراسم التأبين.
ومنذ فض اعتصام مؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة، منتصف آب/أغسطس الماضي، تعددت حالات رفع شارة رابعة في ملاعب كرة القدم في القارة السمراء، خلال مباريات كان أطرافها فرق مصرية.
وأفرجت الشرطة المغربية، مساء الأحد الماضي 8 كانون أول/ديسمبر، عن خمسة مغاربة واحتجزت مصريا بعد ارتدائهم قمصان عليها شعار “رابعة العدوية” خلال مباراة ودية كروية الأحد بين فريقي الأهلي المصري والمغرب الفاسي على ملعب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء جنوبي المغرب، استعدادا لكأس العالم للأندية التي تنطلق مساء اليوم في المغرب.
وتعد تلك الواقعة هي الثانية مع شعار “رابعة” منذ وصول بعثة النادي الأهلي إلى المغرب السبت الماضي 7 كانون أول/ديسمبر، حيث دافعت إدارة النادي عن النجم الأشهر لفريقها الكروي، محمد أبو تريكة، بعد أن تم تداول صورة له مع فتاة مغربية ترفع صورة لشعار “رابعة العدوية”.
وتسببت تلك الصورة في ردود أفعال مصرية متباينة بين ترحيب وغضب من أبو تريكة على “فيسبوك”، وفي قنوات تليفزيونية داعمة للسلطة الحالية في مصر.
وفي 2 تشرين ثان/نوفمبر، رفعت جماهير مصرية في مدرجات أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، بجوهانسبرغ، إشارات رابعة أثناء مباراة فريقها أمام الأهلي في ذهاب الدور النهائي من دوري أبطال إفريقيا، وأظهرت لقطات تليفزيونية هؤلاء المشجعين مرتدين قمصان رابعة في إشارة لرفضهم لما حدث في فض الاعتصام بعد أن أحرز أورلاندو هدف التعادل في مرمي الأهلي.
وأثار مهاجم النادي الأهلي أحمد عبد الظاهر، في 10 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، ضجة كبيرة لرفعه شعار “رابعة العدوية” أثناء احتفاله بالهدف الثاني الذي سجله في مرمى أورلاندو بيرتس الجنوب أفريقي في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بالقاهرة.
وفي 15 تشرين أول/أكتوبر، حرصت مجموعة من الجماهير المصرية من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي على التواجد في مباراة الذهاب بين منتخبي مصر وغانا في تصفيات كاس العالم لكرة القدم بإستاد “بابا يارا” بمدينة كوماسي الغانية، ورفعوا إشارات “رابعة” التي تحولت بعد المباراة إلى إشارة بالرقم 6 باليد بعد خسارة منتخب مصر بسداسية من غانا، وتأهل الأخيرة لبطولة كأس العالم العام المقبل في البرازيل على حساب منتخب “الفراعنة”.
ورصد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لفتاة مصرية حرصت على تعليم الجماهير الغانية كيفية رفع شعار “رابعة”، وصوراً للجماهير الغانية وهى ترفع شعار “رابعة”، وهو ما شاركهم إياه كواسى أبياه مدرب غانا، لتتحول مباراة كرة القدم إلى معترك سياسي.
ويشير شعار “رابعة العدوية”، الذي بات رمزا لمؤيدي الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، إلى فض قوات من الشرطة والجيش، يوم 14 أب/أغسطس الماضي لاعتصام مؤيدين لمرسي في ميداني “رابعة العدوية” (شرقي القاهرة) ونهضة مصر” (غرب العاصمة)؛ ما أسقط مئات القتلى، بحسب إحصاء رسمي.(الأناضول)
اليوم فقط نتذكر قول الله عزوجل " يريدون ليطفئوا نور الله والله متم نوره " طبعا سيتندم الإنقلابيون ومن ساندهم عندما نتحدث عن مثل هذه الحقائق؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بما وافق هواهم ، ولأنهم لا يستطيعون العيش إلا في مستنقعات الاستبداد ومواخير العيش الدنيء التفافا حول بيادة الجنرال الذي وجدوا فيه المخلص من حكم الإخوان فتبا لهم
مروان المخلافي
غباء الانقلاب حوله رمزا للخلود 1274