في شرعب الرونة وفي بلاد الثورة ومنبع الأحرار هذه المديرية التي تصدرت واجهة الثورة بل وشكلت بأبنائها سياجاً لحماية محافظة تعز إبان الثورة الشبابية الشعبية السلمية عام2001م، أبناء شرعب ينتشرون في جميع محافظات الجمهورية، وتشكل هذه المديرية معين عطاء لا ينضب ترود به مختلف مجالات العمل في الجمهورية هنا لن أتحدث عن شرعب الأرض والإنسان ولا عن شرعب الثقافة والعلوم ولا عن التاريخ والإبداع والابتكار, فهذه المديرية التي تشكل بالنسبة لي بداية الانطلاقة الحقيقية نحو الحياة لا استطيع أن افرغ كل ما في جعبتي عنها وفي هذه اللفتة سوف أنقل لكم عن جانب من جوانب الحياة هناك,. هو الجانب الأمني بما يشهده من تدهور يوماً بعد يوم، ثمةَ مجموعة من المتنفذين مازالوا يعبثون بهذه المديرية أقلقت على الناس حياتهم وتمارس ضدهم أبشع أنواع الابتزاز والنهب والسلب لحقوق وممتلكات المواطنين؛ والسبب الرئيسي في ذلك تواطء الجهات الرسمية عن القيام بواجبها في ردع هؤلاء المتسلطين على أرزاق العباد، في شرعب مازالت مراكز القوى التقليدية هي من تتحكم بحياة الناس كل مسؤول حكومي في هذه المديرية يعمل تحت وصاية مشايخ المديرية الذين يتقاسمون الكعكة على حساب المواطن في شرعب، أصوات الرصاص ما بين الفينة والأخرى لا تكاد تهدأ حتى تعود من جديد والتقطعات منتشرة بشكل كبير، تظهر وتختفي كذلك الحديث عن الأوقاف والأراضي التي يتقاسمونها قطبي المديرية من المشايخ فلا يمكنني إيجاز ذلك إلا أنني أؤكد لكم أن أغلب أراضي مثلاً سوق الأحد ـ بمركز المديرية ـ يسيطر عليه أولئك العابثون بالمديرية ففي يوم السبت الماضي حدثت المشكلة الأبرز في هذا السياق ووصلت الأمور بسبب نزاع بين مشايخ المديرية على أرضية إلى قصف مبنى إدارة الأمن واستمرت الاشتباكات من بعد صلاة العشاء حتى الصباح، هذه المقتطفات من الاختلالات القائمة اليوم في هذه المديرية الواقعة تحت إمرة النفوذ، لكن المفارقة العجيبة هنا هل يعقل أن تمارس كل هذه البلطجة والنهب والإذلال والاستحواذ على ممتلكات الآخرين وترويع المواطنين بأصوات المدافع في الليل وإقلاق الحياة في شرعب وهناك نخبة مثقفة وثورية؟ ألا تستطيع شرعب وأبنائها إيقاف هؤلاء عند حدودهم؟ هل أصحاب شرعب بشهامتهم وبطولتهم عاجزون عن هؤلاء؟ إلى متى سيستمر أبناء شرعب في صمتهم واستكانتهم هذه؟ ألم يعلم أبناء شرعب أن كل اليمن طريق الحرية والخلاص من الصمت تجاه قوى الفساد والإفساد؟
في شرعب الثورة اليوم مازالت عقلية النظام السابق تحكم، قد يقول قائلاً لا يعقل أن شرعب التي صدرت الثورة لم تظهر نفسها بعد من أدران الذل والاستبداد نعم هذه مفارقة عجيبة ففاقد الشيء لا يعطيه، لكني أقول: أن سطوة الموروث القبلي المدني المشيخي لازال هي المتحكم وثقافة القانون والنظام لم تتجذر في نفوس المواطن في شرعب، صحيح أن القبائل والمشايخ في شرعب لهم صورة أخرى مختلفةً تماماً عن الهمجية في مناطق أخرى، لكن الفساد واحد وإن تعددت مصادره, فرسالتي إلى أبناء شرعب هي مقولة للمفكر والمشهد الإسلامي والمناضل ضد الاستعباد/ سيد قطب قال: (إن الطاغية والمستبد هو رجل واحد هو فرد لا يستطيع أن يعمل شيء بمفرده إلا أنك تمطي له ظهرك فيركب وتمد له عنقك فينحر، وتحني له رأسك فسيعلى، وتصمت له فيذلك".
ممارسات مشايخ المديرية تحتاج إلى وقفة جادة وصلبة وقوية ومتكاتفة ضد همجية السلوك المشيخي وبالتالي يستطيع أبناء المديرية إمساك زمام الأمور وإخراج هؤلاء من أبراجهم وتحجيم دورهم في تدبير شؤون الأفراد ومن هنا سيصبحون مجرد ديكورات خاوية لا تستطيع فعل شيء في ظل الحصار المطبق عليهم من قبل الوعي الشعبي وكذلك الجهات الرسمية عندما تصحح إدارتها وتخضع الجميع للقانون وتقيم مبادئ العدالة ومحاسبة النافذين وتساوي بين المواطنين ومن هذا المنطلق ستقدم شرعب لوحة مشرفة ومشهد وضئ وحضارة يستلهم منها أبناء اليمن, ملامح النهوض المنشود فماذا أنتم فاعلون يا أبناء شرعب؟
محمد المياحي
شرعب الرونة..عبث المشايخ 2317