ما زلت أتذكر جثامين عشرات الشجعان من أبناء القرية الذين عادو ملفوفين بالعلم الوطني وشجاعة فائقة ورثوها عن الأجداد. خاضت عناصر الكراهية الحرب باسم الموت فيما كان شبان الجيش يقاتلون من أجل حياة الناس والبلاد. الآن أدركت حجم تضحياتهم.. وبدأت أردد "قتلتهم الفئة الباغية". بعد سنوات رأيت كيف أن 830 من أبناء دماج تم قتلهم في أسابيع لمجرد أنهم أطلقوا اللحى وارتدو أثواباً قصيرة! رأيت جامعاً يتم نسفه تحت صرخات الموت لأمريكاً.. وكيف أن مدير مكتب في صعدة ينتمي لمدينة مثقفة يتم إزاحته بحجة مناطقية قذرة. كان أحد جنود الجيش من أبناء القرية يروي بفظاعة كيف أن احد عناصر الميليشيا يربط في المساء كشافاً على رأس حيوان ثم يدفع به باتجاه الجنود ويظل يستمتع بتلقيه الرصاصات وكانه يشاهد فيلم على الأم بي سي أكشن. بثوا مقاطع فيديو تظهر لحظات القبض على جنود يمنيين، يعاقبونهم بالحرق لأنهم تجرؤوا على الولوج إلى مدينتهم المقدسة. خاض أبناء القرية من المنتسبين للألوية المشاركة ومعهم اليمنيون أشرس المعارك في سبيل الله والوطن بشجاعة ومروءة ..بينما كانت تقتلهم أوامر الانسحاب المفاجئ.. ورصاصات الخائبون تحت أزناد الموت..
أزمة جماعة الموت إنها وحدت كل اليمنيين من تعز إلى إب إلى عمران إلى صنعاء إلى صعدة إلى ريمة والحديدة والمهرة وسقطرى والضالع وكل شبر، منذ أن تفجرت دمويتها وهي تحفر لها في كل مكان قبر.. وفي كل منطقة صرخة للموت.. وتزرع في كل واد كربلاء.
ليست مشكلتهم مع "السلفيين" ولا مع "حاشد" ولا "ارحب"، ولا يعنيها أن تغرق حجور حجة بألاف الألغام من أجل الوصول إلى واحدية المعتقد والإيمان باصطفائهم الإلهي بالحكم، ولن تبالي بتحويل تعز إلى برميل من الباروت .
تم اجتثاث أغاني أيوب من صعدة باعتباره فنان الجمهورية والوطن.. وتم تحويل محافظة تضاف إليها "السلام" إلى قبو عظيم يهتف باسم السيد وميليشيا الفيشي وأبو الحاكم.
خليل العمري
قتلتهم الفئة الباغية! 1334