قبل الحديث عن المساواة العادلة بين الرجل والمرأة في الإسلام, إننا مطالبون أن ننتقل من مجال تحديد الرؤى والخطابات والتنظيرات إلى حيز التطبيق والتنفيذ، من خلال اقتراحات عملية محددة تترجم الرؤية الإسلامية إلى برنامج إصلاحي ومشروع للتغيير، وخاصة والأمة تعيش ثورات التغيير الشعبية السلمية.
وإننا مطالبون أن نأخذ بمزيد من الجدية في مسألة المعاملة الإنسانية والعادلة للمرأة واحترام إنسانيتها المشتركة، وهو ما أكد عليه القرآن الكريم في مواضع شتى، مثل الآيات المتكررة التي تشير إلى خلق الله عز وجل لنفس واحدة ومن ذات هذه النفس خلق زوجها، وهو مفهوم عظيم يعلمه الله لنا, ويجب ألا يمر علينا مرور الكرام, أو أن نكتفي بالتشدق به دون تفعيله وتطبيقه على العلاقات والتفاعلات والمعاملات بين شقي الأمة رجالها ونسائها.
وإنه- رغم حديث العلماء القدامى عن مفهومي (النفس الواحدة), و(بعضكم من بعض) وقوله تعالى " فاستجاب لهم ربهم أني لا أُضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض, فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب" [ آل عمران: 3/195].. رغم ذلك إلا أن الغالب منهم لم يعتبروهما مدخلاً أساسياً من مداخل فهم مقاصد الشريعة وعدلها فيما يخص شراكة المرأة وتساويها مع الرجل بصفة عامة، ولم يعتبروا ذلك مبدأ يحتذى به في تشكيل العلاقات والمعاملات بين الرجال والنساء في الأسرة والمجتمع..
والله الموفق
محمد سيف عبدالله
عن المرأة..من التنظير إلى التطبيق 1212