ربما لا يستطيع أحداً أن يخفي مشاعره وروحانيته وطمأنته واشتياقه عندما يشاهد أو يسمع عن حضن دافئ يتنفس منه الكئيب ويستأنس عندها الخائف والفقير ويتغزل فيها العاشق .إنها عدن اليمن.. ربما عادت لها الابتسامة والمصافحة وحسن الاستقبال لكل من وصل إليها وهذه ميزتها وصفتها وأخلاقها وخلقها منذ الأزل.. فبعد أن تم إقحامها خلال الفترة الماضية في معترك الشد والجذب والإسراف والتقتير بين السياسيين و المتنفذين من جهة, وبين الحاقدين والطامعين من جهة أخرى, توقفت وتعطلت فيها العديد المشاريع الإنمائية والحيوية والسياحية والاقتصادية.
فاليوم ولله الحمد استعادت عدن عافيتها وتضاعفت جهودها وطموحها فهناك عشرات المشاريع العالمية العملاقة في مختلف الجوانب الصناعية والتنموية والاقتصادية والسياحية وغيرها من الجهود الجبارة التي تبذل في رصف وشق وسفلتة الشوارع والحارات والأماكن الحيوية العامة بالإضافة إلى توسيع ورصف الاستراحات والأماكن التي بجوار السواحل والشواطئ والتحضير, لتجهيز أماكن واستراحات جديدة وكل هذا وذاك يتم بتمويل من الدولة وبالتنسيق مع جهات مانحة ومنظمات ومستثمرين محليين وأجانب, فمدينة عدن ربما لا تستطيع حتى الدولة أن تجازيها وأن ترد لها جميلها لأن عدن جوهرة ثمينة تريد كل شيء, وتعطي كل شيء, وتحوي كل شيء, وفيها كل شيء, فيامن تأخرت على زيارة عدن, ويامن انقطعت عن زيارة عدن, فعدن اليوم تعاود عشقها وحضنها للجميع.
فلا تتأخروا ولا تترددوا فقبلاتي لكل من سكن عدن و من زار عدن, ومن يهوى عدن, و من يعمل في عدن, و من يتغنى ويكتب ويشعر ويبني ويخلص ويهتم ويحافظ ويرفع من قدر عدن, نأمل من كل القوى التي تتنافس أو تناهض أو تعارض أو تعادي أو تتنفذ أن تجنح للسلم والعشق والمعالي وتتخلى عن العداء والمغامرة والتمادي.. والله المستعان
د/فيصل الإدريسي
لماذا عدن..؟! 1269