في الوقت الذي تعيش فيه أمهات الشهداء الذين سقطوا في رابعة والنهضة وغيرها من ميادين البطولة والإباء مرارة الفقدان للأعزاء من الأولاد والأزواج والأقرباء، وفي الوقت الذي تنفطر فيه قلوب المصريين من الرجال والنساء والأطفال للواقع الأليم الذي صنعه السيسي ومن طبل له من عبيد البيادة، في هذا الوقت العصيب على من فقدوا أحبابهم، وضحوا بالغالي والرخيص من الفلذات والأكباد من أجل مصر، هكذا وبلا سابق إنذار يعلن مجلس الدفاع للقوات المسلحة في مصر الكنانة أن الرقاصة المصرية- فيفي عبده, أماً مثالية بمناسبة عيد الأم العالمي، يا للمهازل والمستوى الدنيء الذي وصل له العسكر في أعظم دولة عربية -مصر الحبيبة-، لقد هزلت والله هذه المعادلة، لكن لا غرابة لأننا في زمن الأوغاد وزمن هزي يا نواعم.
لا تستغربوا أيها القراء من مثل هذه الممارسات وهذه الترشيحات، لأن ذلك يصدر من سلطة غاشمة تقود الشعب المصري نحو أنفاق من الظلام، لكنه حال لن يدوم لأصحابه لأن الشعب بالمرصاد لمن يريد له أن يظل تحت الوصاية العسكرية الداخلية .
دعونا من كلام السياسة لأحدثكم عما قاله لي أحدثهم قبل سنوات حاكياً عن أحد أبنائه الذي لم يتجاوز سنه السبع سنوات، أنه وذات يوم دخل إحدى غرف بيته وإذا بابنه يشاهد- فيفي عبده في مشهد من أحد الأفلام ترقص فيه، دهش الرجل من تركيز ابنه على رقصها الذي "يهزهز" ويثير الميت في قبره، من ساعته أطفأ التلفاز والطفل ما زال في سكره يعيش خيالات الهزهزة التي ما زالت ترن في قلبه يميناً وشمالاً .
يا ناس رقص فيفي عبده ما هوش رقص، "المرأة" ما شاء الله مثل المدمرة كول تصرع كل من يقترب إليها لمجرد المشاهدة من على التلفاز كيف لو الواحد حضر إحدى حفلاتها .
وبالمناسبة تحضرني نكتة يقال بأنها حقيقة، مفادها أن فيفي عبده أصبحت في الفترة الأخيرة تزور مكة سنوياً للعمرة وعند عودتها تقوم بدعوة الناس على حفلة راقصة بمناسبة عودتها بالسلامة من العمرة، أحد الناس وقد أخذ التعب منه مبلغه من شدة المشاهدة والتركيز لم يجد بداً وهو ذروة التفاعل مع رقصها نادى بها "رقصينا ياجاجة رقصينا.
ما هذه المهازل التي لم تعد تراعي ذوقيات وأخلاقيات المجتمعات الإسلامية التي تأنف ضيم الانحراف، وتأبى الركوع عند اللحوم الناعمة، والأفخاذ الطرية .
أذكر مرة أنني كنت في مجلس قات أحد الجالسين قام ينصح من بجواره يقول له: أنت عيش صح وانتبه تتفرج أفلام رقص لفيفي عبده، وإلا تشم بخور من حق يوم الخميس، وأنت باتشوف إذا ما تمشيش عدل " العبارة السابقة وإن كانت ساخرة إلا أن فيها ما يمكن الوقوف عنده، هو أن هناك الكثير من الإجماع على أن هذه الفنانة ومن خلال الخاصرة التي تصرع بها بعض ضعاف النفوس من "الملججين " خارجة عن الخط العام الذي يسير فيه المجتمع العربي، بالله عليكم فيفي عبده المعروفة بتاريخها الراقص الذي هزت من خلاله عرش قلوب كثير من الناس، أقول ذلك وأنا أعني ما أقول، لقد كانت سبباً في انحراف كثير من الشباب ممن لا زالت خيالات رقصها عالقة في الأذهان لشدة وقع المشاهد التي كانت تؤديها على الملأ دون حياء أو خجل من ممن يشاهدها، والعجيب أن ما تقدمه بحسب زعمها رسالة، يا سلام على الرسالة أتي تهتز من وسطها، كأننا نسينا مفاهيم العري والتفسخ التي زرعها أمثال هؤلاء من خلال ما قدمته هي وغيرها من فنون ممجوجة لفضتها مجتمعاتنا السوية باستثناء قليل ممن لديهم نفوس بهيمية تنقاد خلف شهواتها.
اليوم يتحدث الكثير عن المؤهلات التي مكنت فيفي عبده من ترشيحها أماً مثالية في مصر، ولماذا الآن ، وللإجابة على هذا السؤال، دعونا ندخل للسياسة شيئاً قليلاً ، فيفي عبده مؤخراً كما نعرف أصبح لديها برنامج تقدمه مع اثنين آخرين لا تتجاوز أعمارهما الخمسة والعشرين، "المرة غادة شايف نفسه" قتلها التصابي ، البرنامج يصب في اتجاه التبشير بعهد الانقلابين الذي ترى فيه فيفي عبده مخلصاً للمصريين من حكم الإخوان الذي – بحسب وصفها – كاد أن يذهب بالبلد إلى الخراب، تتحدث وكأنها رابعة العدوية.
طبعاً المرأة قدمت الكثير للإنقلابيين من خلال دعمهم إعلامياً خاصة والمرأة تعد من المشاهير ليس لأنها قدمت شيئاً لمصر بل لأنها راقصة قدمت للمجتمع المصري ثقافة ممسوخة دخيلة عليه ، وللعلم هذا بشهادة عادل إمام وكثير من الفنانين الذين تحدثوا بمليء الفم بأن ما يقدم من فنون الرقص في مصر ما هي إلا ثقافة لا فائدة منها سوى أنها تهز المشاعر القذرة، وتثير الأحاسيس السلبية، وتفجر في النفس أوسخ المعاني والإشارات، نتذكر في هذا السياق تندر عادل إمام بالراقصات الآتي وصفهن بأنهن يكدن يغزون مصر، جاء ذلك في مسرحيته "شاهد مشفش حاجة "
إن القلب ليصاب بالأسى مما يحدث في مصر من مثل هذه الترهات، لكننا على يقين أنها غمامة لا بد وأن تنقشع ، وأن مثل هذه المفاهيم التي انتكست فيها الفضيلة، واختلطت معها لمفاهيم ، لا بد وأن تتعدل في يوم من الأيام، فقط صبراً إخوتي إن بعد الليل صبح جميل.
مروان المخلافي
مؤهلات فيفي عبده(المدمرة كول) 1425