ليعذرني القارئ على العنوان الذي جمعت فيه أخماساً بأسداس، وأسميت من عنيته في مقالي بالمطوع الذي كان في أغلب اجتماعاته مع الرئيس مرسي يحرص على رفع سماعة التلفون يتصل بزوجته التي كان يحضها – وأمام الجميع الرئيس والوزراء - على تربية الأولاد، آمراً إياها بأن تدفع بالأبناء إلى المسجد ليضلوا فيه بين المغرب والعشاء يقرؤون القرآن، وأضفت لاسمه عبده تيمناً بالرقاصة فيفي عبده التي اختارها مجلس دفاعه أما مثالية في مصر بمناسبة العيد العالمي للأم المثالية وهي من هي، تناقضات يعيشها الرجل عن قصد، لم تعد تنطلي على أغلب المصريين، ففيا لوقت الذي يقسم فيه بالله العظيم أنه يخاف الله نرى تهافت الرجل على تقريب الجنس الناعم من الفنانات والممثلات والنخبة من الإعلاميات باديات الصدور والخصور، ومزرزرات الأفخاذ والسيقان.
إذا نحن أمام حالة ثعلبية التف حولها الناقمون على حكم الإخوان لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله ، وإلا ماذا يعني هذا السعي الحثيث المدجج بسلاح الجيش المصري من أجل استئصال شآفة الإخوان من جذور المجتمع المصري وأنى لهم ذلك، إنهم كمن يناطحون الصخور، أو كمن يحاربون طواحين الهواء، والإخوان منغرسون في أرض الوطن.
طبعاً كلنا تابع الأحكام الصادرة بحق "530" مصرياً بالإعدام في أكبر وأضخم محاكمة تقام لمجموعة كهذه المجموعة المتهمة باشتراكها في مقتل مساعد مأمور قسم شرطة، في فضيحة لم تعد تخفى على المصريين في رابعة النهار، والعجيب في الأمر أن المستشار الذي أصدر الحكم هو سعيد صبري وكلنا سمع بهذا الاسم، أليس هو من برأ أحمد شفيق من تهمه، و هو من برأ الضباط المتهمين بقتل ضحايا ما يعرف بسيارة بالترحيلات التي راح ضحيتها ثلاثون من خيرة أبناء مصر.
يأتي اليوم وفي وضح النهار وبكل بجاحة يعلن حكمه في حق شرفاء من أبناء مصر بالإعدام ، وبسرعة الريح يرسل أوراقهم إلى مفتي الجمهورية، ما هذه المهازل يا مطوع سيسي عبده، أليس هؤلاء هم رعيتك الذين اعتمدت عليهم في تثبيت انقلابك، وعقدت الأمل عليهم في تمرير مشروعك الدموي القبيح.
صحيح قد يكون المطوع سيسي عبده يسير حتى الآن وفق ما يخطط له، وأعرف أن الأمر في ظل الفترة الراهنة سينتهي بترشحه للرئاسة وفوزه بها نظراً لعدم وجود منافسة حقيقية له، وأعلم يقيناً أن المطوع سيسي عبده سيتخذ قراراً بالعفو عمن شملهم حكم الإعدام من المستشار سعيد صبري في خطوة أستبقها وأرى يقيناً أن السيسي سيتخذها حتى يكسب ثقة الشعب كما يظن، لكن كل ذلك سيتبخر عندما تحين ساعة سينقلب من خلالها الغمام ليسفر الواقع عن أدوات جديدة للعب لن يكون بمقدور المطوع سيسي عبده الثبات أمامها لأنه سيكون يومها قد انكشفت جميع أوراقه وهذا الذي قرره المتنبي حين قال
ومهما يكن عند امرئٍ من خليقة * وإن خالها تحف على الناس تعلمي
سيأني اليوم الذي ستعلم من خلاله سوأت السيسي، ولن يكون بمقدور الأساليب الثعلبية أن تتدارك الرجل، فلن ينفعه لا رقص فيفي عبده ولا قبة الولي التي ادعاها كذباً وزوراً، والأيام بيننا.
مروان المخلافي
سيسي عبده...! 1385