معركة اليمن بدرجة كبيرة مع الإعلام الذي بات بعضه يُدار من داخل جهات يُحرم تسخير مقدراتها وإمكانياتها لغير الوطن، فكثير من مواقع الدجل يديرها من يحرّم ويجرّم الدستور والقانون النافذ ممارستهم للحزبية، ملخص ما يقوم به هذا الطراز من الإعلاميين هو الترويج للاقتتال الطائفي ومحاولة تسويقه داخل ثكنات الجيش والأمن ليقتل بعضه بعضاً، بالإضافة إلى ممارستهم التشويه المتعمد للشخصيات الوطنية النزيهة وبالذات تلك التي تبوأت مناصب وزارية أو قيادية في مختلف أجهزة الدولة بوصمها بالفشل تارة وبالفساد تارات أُخر، دون أي مستند صحيح يؤكد صدق ادعاءاتهم، فكل ما في الأمر أن القوم ألفوا مديح وتلميع صورة من يدفع لهم ولو على حساب الثوابت الوطنية والدينية والقيم الأخلاقية، كم ألفوا ذم من يمسك يده عنهم ولا يعطيهم، ولو شهد بنزاهته وكفاءته القاصي والداني، فغالب ما يمارس اليوم في بعض وسائلنا الإعلامية عبارة عن تحريض ممنهج على أغلب الوطنيين الشرفاء، والنزيهين الأكفاء، أينما كانوا وحيثما حلوا بغية صرف أنظار الناس عن الفاسد والفاشل والناهب الحقيقي الذي يمتلك أولئك الإعلاميين أدلة إدانته بفساده، حتى لا يؤلب الشعب عليه، رهان هؤلاء في تمرير أكاذيبهم وافتراءاتهم ودجلهم متوقف على ضعف الوعي لدي السواد الأعظم من الناس، ممن سلموا عقولهم للإعلام يشكلها كيف يشاء، فدس فيها أصحاب الذمم الإعلامية الرخيصة ما شاءوا، في غياب الذهنية الممحصة للخبر والباحثة عن الحقيقة المؤيدة بالدليل.
إن عقلية بعض إعلاميينا خصوصا في هذه المرحلة التي يعتبرونها مناسبة لدس خبثهم ولؤمهم وكراهيتهم لهذا البلد وشعبه المكافح المسكين، تعمل بنفس آلية من سبقهم، من أولئكم الذين اعتادوا ولفترة من الزمن ليست بالهينة على تقديم الفاسد الفاشل على أنه أسطورة وطنية، وعقلية موسوعية، وقيادته كلها حكمة وإلهام، وهو في الحقيقة لا يعي من الأمر شيء، بمقابل شيطنة الوطني الكفء والنزيه، قد تستغربوا طرحي وتفهموه على أنه تهجم على أرباب الكلمة، ورواد القلم، غير أن الأمر ليس كذلك فما ذكرته وأبشع منه يمارس بثه الكثير من الرويبضات الإعلامية ممن عملوا على تحويل المنابر الإعلامية من منابر رسالية إلى منابر ابتزاز وتكسب، لدرجة أن أحدهم وأنا أطالبه وأمثاله بجعل أقلامهم رسالية قال لي بصريح العبارة: وإذا جعلنا أقلامنا رسالية فمن أين لنا بحق القات؟ ونحن بمقابل ما قال نقول: متى سيكون لنا ميثاق شرف إعلامي يلجم كل رويبضة يعكر بسمومه المبثوثة سلمنا الاجتماعي ويسهم في تحول إعلامنا إلى إعلام رسالي هادف؟؟!!.
نجيب أحمد المظفر
الدجل الإعلامي المدمر..!! 1418