في الوقت الذي ندين فيه الإرهاب بكل أشكاله وصوره، سواء منها القتل باسم الدين والمستهدف لأبناء القوات المسلحة والأمن، أو القتل كذلك والتهجير باسم الله والمستهدف لشريحة من الشعب تخالف قاتلها ولا تقر بتقديسه، أو ما كان منها موجهاً ضد المصالح والمنشآت الحيوية العامة والتي باستهدافها تتضرر مصالح الشعب بأكمله، فإننا لا بد أن نقول إن من يتوهم أن للقاعدة معاقل إن تم دكها ودخولها تكون القاعدة انتهت فهو واهم وهو إلى جانب هذا لا يعي من واقعه شيء.
ومن يتوهم أن القاعدة تحارب لأجل أرض تسيطر عليها، ويؤيد مواجهتها بتكتيكات عسكرية توحي بأن المعركة معركة جيش لجيش أي معركة عسكرية نظامية فهو واهم فالقاعدة تعتمد حرب العصابات وحرب العصابات ليس هدفها البتة السيطرة على الأرض بقدر ما يكون هدفها إلحاق خسائر فادحة بالطرف الذي تواجهه بغية إضعافه ولو على المدى البعيد.
وبناء على ما تقدم فإن القاعدة لم تنتهي ولا يستطيع أي عاقل أن يجزم بأن القاعدة انهزمت والجيش انتصر، ما نخشاه حقيقة أن تكون الحرب التي جرت وتجري عبارة عن مبرر للهروب من تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني وعلى رأس هذه المقررات سحب سلاح الحوثي، الذي سبق وتشكلت لجنة لمفاوضته واقناعه بضرورة تسليم سلاحه المتوسط والثقيل.
كما نخشى أن تكون الحرب عبارة عن مسرحية هزلية لنقل الترسانة العسكرية للجنوب تمهيداً للانفصال، وبذات بعدما تبين تورط فصيل الحراك المسلح في القتال إلى جانب القاعدة، بالإضافة لتوفر أخبار تتحدث عن تفريغ ممنهج لمخازن السلاح ونقلها وتوزيعها في الجنوب لمعسكرات واشخاص مذ أكثر من خمسة أشهر، فإذا صحت هذه الأخبار يكون الخبر الذي سبق وسمعته من راكب باص بأن الحرب على الإرهاب هدفها نقل السلاح للجنوب تمهيداً للانفصال صحيحاً..
نجيب أحمد المظفر
حروب أضرَّت بمصالح الشعب!! 1192