يطل علينا شهر رمضان المبارك والفضيل، ونتعرض لنسماته العليلة ونفحاته الربانية الجليلة ونتفيأ ظلاله الوارف وندلف إلى رحال مدرسة إلهية ربانية نتعلم فيها أصول العيش الكريم وقواعد العبادة السليمة ونجني من ثماره العظيمة أعظم الثمار الجزيلة كتفعيل أسس التعايش السلمي بين مختلف فئات الشعب وقواه السياسية والاجتماعية هذا فضلا ًعلى تأكيد معالم ومبادئ الوحدة الوطنية والقومية والإسلامية.
إلى ذلك فان الصائم القائم يرجو عفو الله وجزيل رحمته وغفرانه, فهذا الشهر الفضيل الذي اختاره واصطفاه الله سبحانه وتعالى ليكون شهراً للصوم فيه مزايا عظيمة منها على سبيل المثال لا الحصر تصفيد وتكبيل الشياطين وتحجيم تأثيرهم ليمارس الإنسان المسلم الصائم العبادة في هذا الشهر الكريم بعيداً عن المؤثرات وحبال ومداخل الشياطين.
فرمضان كما هو شهر الرحمة والغفران هو أيضاً, شهر للقرآن, حيث يرتبط سمو الإنسان المسلم بهذا الشهر المبارك والفضيل الذي فيه صنعت حياة مستقيمة للبشرية لتحررهم من الجاهلية العبثية ومقاييس الوثنية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان بل استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، فالسلام هذا الدين السماوي الخاتم يمقت كافة أصناف الأهلية وشتى أشكال الوثنية, حيث يربط الإنسان بخالقه "قدست أسماؤه"، لذلك فإن هذا الشهر هو شهر القربات والحرمات والبركات والذي يجب على الإنسان المسلم الصائم أن يجتهد فيه بالعبادات والأعمال الصالحات التي تقربنا إلى الله.. ذلكم أن رمضان محطة موسمية للتزود بالتقوى قال تعالى( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى), فما أعظم من هذا التزود والتعرض لنفحات الله عز وجل في هذا الشهر المبارك والفضيل!.
عصام المطري
رمضان..شهر الرحمة والغفران 1314