الشيخ الحسن أبكر- أحد قيادات القبائل المتصديين للمشروع الحوثي وعدوانيته في إقليم سبأ- ففي الأسبوع الماضي أصابت سهام نيران الاشتباكات أبناءه واحداً تلو الآخر لينتقلوا شهداء العدوان إلى ربهم بينما في عصر أمس يودع اثنين من أبناء أخيه شهداء- تقبلهم الله- في صورة مؤلمة وحزينة يندى لها كل جبين وضمير يحمل ذرة من إنسانية وكل ذلك في سبيل واحد وغاية واحدة؛ التصدي لذلك المشروع العدائي الطائفي الخبيث وفي همجية غير معقولة تتحرك المليشيات المسلحة للحوثيين نحو أهدافها ومقاصدها, تهلك الحرث والنسل دون مراعاة للضعفاء و المعوزين الذين تكون هذه الحرب سبباً في نهايتهم, بينما تتحدث معظم وسائل الإعلام عن معارك شرسة تدور في محافظة الجوف النفطية.
ومن خلال ما يجري يتأكد لدى المتابع للشأن مدى عدوانية الحوثي وجماعته التي أفسدت كل شيء من خلال ذلك السلاح المسنود بالجهل والعصبية الطائفية المقيتة وبكل صريح العبارة يتحدث الحوثيون عن معركتهم في محافظة الجوف وهو ما يبعث الخوف لدى الجميع من إمكانية التسهيل للجماعة وعدم التقييد في مسائل هامة خصوصاً المتعلقة بالأمن القومي لليمن وللمنطقة لذلك ما يجري اليوم في محافظة الجوف عدوان مناطقي طائفي بغيض تتحرك به إيران عبر أذيالها في اليمن لصناعة أداة تقايض السلطة والحكم بقوة السلاح وباب مفتوح للتدخل الإيراني والغربي في شؤون اليمن ومستقبلها كما هو الحال في العراق اليوم.
إن أبناء صعده والمنتمين للفكر الحوثي يقع على عاتقهم تحمل تبعات ما ستؤول إليه الأمور في مقبل الأيام أو السنين القادمة ولأن القصاص حياة في دين الله فلن يستطيع احد الفرار وإن كان من المغرّر بهم أو المخدوعين فإن السهام التي تصيب لا ترحم ولن تكون حبيسة الزمن مهما صال الباطل وجال ولأن القتل من أشد الحرمات في دين الله, فإن ممارسة الحوثيين المعتدين لهذه الحرمة يجعلها مصيدة لنيران الثأر والقصاص ولن تطول الأيام والسنين, لكن الحوثيين القتلة منهم سيرون ذلك بأعينهم لا يضامون في رؤيته ويجب عليهم تخفيف معاناتهم المستقبلية والتي ستكون لهم كالتي يمارسونها اليوم جهاراً نهاراً على أبناء الجوف الذين يدافعون عن مدينتهم بما يمتلكون ويقدمون الشهيد تلو الشهيد والدم تلو الدم ويقامون بإيمان سلاح الجهل الحوثي الظالم والذي يتلقى أوامره من الخارج دون أبسط مقومات الوطنية التي يدعونها عبر إعلامهم المضلل.
يدرك الكثيرون أن ما يجري في محافظة الجوف عدوان صعداوي جبان له أهدافه وغايته بل وأبعاده وزواياه التي تستند المخزون النفطي فيها وكون ذلك مطلباً من مطالبهم التي أفصح عنها الإعلام مؤخراً من خلال مفاوضاتهم العبثية مع السلطة, حيث طالب الحوثيون بإعادة رسم الأقاليم ما يجعل إقليم آزال مضافاً إليه محافظة حجه والتي فيها منفذ ميدي على البحر الأحمر وكذلك الجوف التي تمتلك المخزون النفطي الكبير وإلى جانب صنعاء وصعده وذمار وبحيث يتمكن الحوثي من هذا الإقليم الذي يطالب بإعادة ترسيمه ثم ينشئ دولته المستقلة الطائفية ومن خلال ذلك يكون كما هو الحال بالنسبة لحزب الله في جنوب لبنان عبر تخطيط إيراني خبيث لا يحب الخير لهذه البلدة الطيبة المسماة في القرآن الكريم.
ومن خلال كل هذه الأحداث التي يتحرك فيها الحوثيون, يتأكد لدينا مدى سياسات المجتمع الدولي تجاه مثل هذه الجماعات التي لا يرى فيها خطراً عليه فلا بأس بالنسبة له أن تعبث باليمن بل وأن يقف معها في السر والعلن كيف لا وهي الأداة التي تقاتل بدلاً عنه أهل الخير والصلاح في الجوف وقبلها عمران بل وأخرجت له السلفيين من دار الحديث بدماج وهو ما كان سيعجز عنه ذلك المجتمع, بينما استطاع الحوثي أن يلبي الرغبات فكان حقاً على المجتمع الدولي ألّا يلزم الرئيس هادي وجيشه على الحياد لكي يتقدم الحوثي نحو أهدافه ولا يعترضه أحد .. والسلام..
عمر أحمد عبدالله
أبناء صعدة لماذا يقاتلون أبناء الجوف؟! 1283