الصرخة التي أطلقها أمس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لا يمكن العبور عنها على طريقة مرور الكرام. فهي أكثر من تعليق للجرس، وأكثر من صرخة استغاثة. اليمن اليوم يعيش فوق صفيح ساخن، وثمة برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة لا قدر الله، إن سيطر الهوس والتشدد والتطرف على العقلاء، ولم يتم إعلاء مصلحة الوطن العليا على المصالح الضيقة للطوائف والميليشيات والأقليات والأحزاب.
الرئيس هادي طالب أمس الأحزاب السياسية في بلاده بتقديم التنازلات المتبادلة إلى بعضها بعضاً، وهي لا شك دعوة عقلانية في وقت شديد الاضطراب والتوتر، يعيش اليمنيون على إيقاعه حوادث مؤلمة ومؤسفة تودي بحياتهم وتتسبب بنزيف شلالات من الدماء، وتعقل أطراف الصراع في اليمن لدعوة الرئيس من شأنها أن تسهم في حفظ أمن اليمن واستقراره، وكذلك حفظ أمن واستقرار الجوار اليمني.
إن التصريحات التي صدرت عن الرئيس هادي خلال لقائه أمس في صنعاء سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تستدعي من كل الأطراف العربية الفاعلة أن تلتفت إليها وأن تستجيب لها على وجه السرعة، خاصة أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، كان قد سبق له أن دعا في كلمته في الجمعية العمومية بالأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي إلى ضرورة وفاء الأطراف الدولية بالتزاماتها تجاه وثيقة السلم والأمن والتعايش في اليمن، والوفاء بالتزاماتها لتعزيز الجبهة اليمنية ومساعدة اليمنيين على المضي في الانتقال السلمي نحو التغيير للأفضل.
لا شك أن اليمن الآن يمثل واحدة من أهم بؤر التوتر والنزاع التي تشغل الرأي العام الدولي بأكمله، فاليمن بؤرة للجماعات المتطرفة، وتنظيم القاعدة ينشط في هذا البلد بشكل يتجاوز تهديد أمن اليمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي إلى تهديد الأمن الإقليمي والدولي، وهي معادلة تستوجب على جميع الأفرقاء في اليمن أن يدركوا ضرورة تحكيم العقل وصوت المنطق وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الفئوية والحزبية الضيقة.
عن الشرق السعودية
رأي الشرق
اليمن وخطر الحرب الأهلية 1174