تختلف المشاريع والاستراتيجيات للنهوض والبناء الشامل من دولة إلى أخرى بفعل التباين بالمنطلقات الثقافية والفكرية والتقاطع بالتوجهات السياسية لذلك عرفنا النظام الاقتصادي الاشتراكي، والنظام الاقتصادي الرأسمالي، فالأول تبلور عن النظرية الشيوعية بينما الثاني تمخض عن العلمانية، وهنالك أيضا النظام الاقتصادي الإسلامي الذي تمثل عن العقيدة الإسلامية كتابا وسنة وابدى معبرا عنها مقيما اعظم حضارة شيدها الإنسان وعاش الجميع في كنفها عيشا راقيا حيث العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية المنضبطة بروح الشريعة الإسلامية السمحاء حيث وجد الجميع ضالته بالعيش في ربوع الخلافة الإسلامية.
فمشروع النهضة الإسلامي هو الذي يجب ان يهيمن بعد أفول المشروع الشيوعي الاشتراكي وبعد تأزم الرأسمالية وعجزها عن معالجة أبرز مشاكلها الاقتصادية، ذلكم ان الدين الإسلامي الحنيف يملك الدواء الناجع لمعالجة مختلف الاختلالات الاقتصادية كونه صادر عن عليم بما يصلح الفطرة البشرية السوية وبما يفسدها على ان مفردات مشروع النهوض والبناء الإسلامي تتمحور في بناء الشخصية السوية القادرة على العطاء والتفاعل بجدية مع مناحي مشروع الإنقاذ الإسلامي ذلك المشروع الذي من مفرداته إعطاء الأولوية لبناء الإنسان الحر القادر على التعاطي والتعامل مع الواقع اليومي بمسؤولية راقية حيث يجب ان لا يختزل الإسلام بحزب سياسي معين أو حركة إسلامية بعينها ذلكم ان ذلك هو المرض والسقم بعينه, فالإسلام دين المسلمين اجمع سواء كانوا في أحزاب إسلامية أم كانوا في أحزاب أخرى، فلكلٍ حزبه والإسلام للجميع، فالإسلام حين يؤهل الشخصية السوية للنهوض والبناء فإنه سوف يوحد شتى أمشاج النسيج الاجتماعي الواحد الموحد إذ يجب ان تجسد هذه المفردة إلى واقع عملي ملموس حيث يجب أن نرغب في ذلك التأهيل للشخصية العربية والإسلامية السوية درءاً للاحتقانات والانقسام الحادث في بُنية الأمة العربية والإسلامية، ذلكم أن تمام الوحدة للنسيج الاجتماعي الواحد يعد مفردة ثانية من مفردات النهوض والبناء فالمشاريع النهضوية الأرضية هي مشاريع غير استراتيجية ينفذ الخلل إلى عمقها وكثيراً ما تتوجع نم الانقسامات والتشظي.
فالأمة الواحدة الموحدة راعتها المشاريع والبرامج المخالفة والمصادمة لروح الدين الإسلامي الحنيف التي أذكت الانقسامات والتشظيات بين صفوفها وعجزت عن إخراج أمة ناهضة تنطلق عن منظومة متكاملة من مفردات النهوض والبناء فالإفلاس الذي أصاب النظريات البشرية يشجع على إعادة بناء الأمة مثلما تم بناء أولها في صدر الدعوة الإسلامية في الرعيل الأول الذي بلغ الدين الإسلامي الحنيف أرجاء المعمورة.
إن مفردات النهوض والبناء للمشروع الإسلامي كثيرة من ان تحصى حيث اكتفى بهذا القدر حيث يجب ان يتعالى صوت الثقة التامة بالمشروع الإسلامي النهضوي الرباني من اجل التخلص من عُقَد الماضي، ذلكم ان الدين الإسلامي الحنيف قمين بأن يقود الأمة إلى المعالي وتحقيق التقدم والازدهار والرفاة في شتى مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة السياسية والثقافية والاجتماعية والتربوية وغيرها من مجالات الحياة وإلى لقاء يتجدد.. والله المستعان على ما تصفون.
عصام المطري
مفردات النهوض والبناء 1384