أتت الأزمة السياسية المفتعلة على الأخضر واليابس في المشهد السياسي الذي شهد تصدعاً وإحداث ثقوب واسعة في جسد الأمة السقيم لقاء العبثية والمراهقة السياسية لبعض القوى والمكونات التي حرصت على لفت الأنظار والظهور أمام العيان كقوة فاعلة في الحدث السياسي حيث تهربت الأجواء السياسية, فكان من مظاهر تلك الأزمة المدوية اعتلاء الطيش وتغييب دور النظام السياسي الحاكم ذلكم أننا ولجنا إلى باحة واسعة من الفراغ السياسي الذي يخالطه انتشار كثيف للمسلحين في شوارع العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الباسلة.

ولم يشفع التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية "والذي وقعته جميع الأطراف السياسية" في إنهاء الأزمة وحالة التوتر والإرباك السياسي بل ازدادت نسبة التمدد باجتياح بعض المدن والمحافظات والتسبب بإقلاق السكينة العامة محدثين الاختلال الاجتماعي بجعل الأوضاع تحت السيطرة بقوة السلاح ومحاولة الزج بالبلاد إلى دائرة العنف و الاحتراب الأهلي والطائفية عن طريق تنفيذ أجندات وسيناريوهات خارجية إقليمية ودولية تطمح بالسيطرة على اليمن لتحكمها على طريق التجارة العالمية بين الشرق والغرب هذا فضلاً عن سيطرتها على أهم منفذ بحري في المنطقة وهو مضيق باب المندب الفاعل في التجارة العالمية.

ومن خلال المد والجزر في حلقات التشاور على تشكيل حكومة كفاءات وطنية التنفيذ لمصفوفة المطالب, بمجرد التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية وملحقها الأمني جاءت مراحل التشكيل لحكومة كفاءات وطنية حيث حالت الأزمة السياسية ومظاهرها المسلحة دون الإسراع في السياسة ممثلة بالأخ المشير/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على تسمية رئيس الحكومة لكرسي المشاورات والمباحثات المكثفة على اختبار الأخ المهندس/ خالد محفوظ بحاح رئيس لحكومة السلم والشراكة الوطنية حيث توافقت عليه القوى السياسية.

وبعد غضون أيام من تفويض المجاميع والقوى والمكونات السياسية فخامة الأخ/ عبدربه منصور هادي والمهندس/ خالد بحاح تشكيل حكومة كفاءات وطنية, جاءت الحكومة الجديدة في ظل مخاض عسير ذلك لأن المرحلة حرجة وحساسة والظرف دقيق ومعقد غاية التعقيد كون إرضاء الناس غاية لا تدرك, فالتشكيل الحكومي الجديد حلقة من حلقات البناء والنهوض باليمن, فمن خلال هذا المنبر الحر الشامخ ندعو كافة أطياف العمل السياس على تباين انتماءاتهم السياسية واختلاف توجهاتهم الثقافية والفكرية دعم هذه الحكومة بالغالي والنفيس والعمل على إنجاحها كونها جاءت في ظرف عصيب ودقيق تمر به أمتنا اليمنية الواحدة الموحدة.

وعلى الحكومة أن تتخطى بعبع الانقسام ولظى التشظي والتشرذم إلى ساحات واسعة من الوفاق والتوافق واجتماع الكلمة حيث يستدعي عليها أن تحقق التكامل والتناغم والانسجام بين مختلف أعضائها, والعمل بروح الفريق الواحد والتناغم والانسجام بين مختلف أعضائها, والعمل بروح الفريق الواحد وتغليب الانتماء الوطني على ما عداه من انتماءات جهوية وطائفية ومناطقية, والعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, وتحسين معيشة المواطن, والحد من البطالة وتوفير فرص عمل للسواد الأعظم من أبناء أمتنا اليمنية من خلال التوسع في تنفيذ مشاريع قابلة للاحتواء الأبدي العاملة من مختلف التخصيصات, ورفع مستحقات الضمان الاجتماعي بنسبة 70% نظراً لأن ما يصرف لا يسدد الرمق.

فمبروك لجميع اليمانيين هذا المخاض العسير الذي أفرز الحكومة الجديد التي نعول عليها الشيء الكثير في تحقيق الأمن والأمان والسلم والسلام والمصالحة الوطنية الواسعة والعمل على إنهاء الأزمة بفرض هيبة الدولة وإنهاء كافة المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء وبعض المدن والمحافظات وإلى لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.