من الطبيعي أن المرء يحمل في نفسه بذرة الخير وبذرة الشر معاً, وقد يتغلب الخير على الشر, عندما يختلط بالبيئة الصالحة التي تدفعه إلى السلوك الحسن والمحبوب والمقبول لدى الناس, كما أن الضبابية في التعامل معهم وبعيداً عن إخفاء الحقائق أو الغموض الذي يؤثر سلباً على أي عمل, ويُزرع الشك والغلق وعدم الرضى عند البعض, مما يسفر عن فشل هذا العمل, نتيجة لعدم المشاركة الفعالة من قبل البعض الآخر.
بينما نجد الشفافية والوضوح في الرؤية إلى جانب التلاحم القوى الخيرة يحقق التوحيد في الرؤية, وبهذه المعادلة يمكن الوصول إلى الغايات المنشودة.
صحيح أن الرؤية الموحدة لا تزال غائبة وذلك بحكم عدم تلاحم القوى الجنوبية ونتيجة للاختلافات في وجهة النظر حول العديد من القضايا وبالذات حول شكل ومضمون الدولة القادمة الجديدة, حيث يدعو البعض إلى الحرية ولاستقلال وطرف يدعو إلى استعادة الدولة وطرف آخر يدعو إلى الاتحاد الجنوب العربي .
مع هذا فان الأمر لا يدعو إلى الغلق فان ذلك كان حتمياً بحكم الظروف الذاتية والموضوعية التي تهيمن على الحالة السياسية الراهنة اليوم.
وبناء على هذا ينبغي بذل الجهود اللازمة للبحث والدراسة وضع رؤية واضحة على أن يتم مناقشتها وإقرارها في مؤتمر عام لجميع المكونات الجنوبية بدون استثناء, إضافة إلى العمل على تصعيد النضال السلمي في ساحة الاعتصام في خور مكسر واتخاذ الخطوات العملية المدروسة والمؤثرة التي تقودنا إلى تحقيق الأهداف النبيلة لأبناء الجنوب وعدم الرهان على قدرات الآخرين, والاعتماد على قدراتنا الذاتية, مع اجرى بعض المناورات المفيدة مع بعض القوى المؤثرة.
ويمكن في هذا الاطار العمل على مطالبة الجهات المعنية بضرورة إجراء استفتاء للجنوبين ليقررون فيه فك الارتباط عن نظام صنعاء أو العكس, وفي حالة عدم الاستجابة لهذا المطلب, على الجنوبين أن يعملون الاستفتاء من طرف واحد لأبناء الجنوب, حيث يتم تشكيل اللجنة العليا للاستفتاء وبقية اللجان الأخرى التابعة لها مع تحديد تاريخ الاستفتاء والدعوة لمشاركة المراقبين المحليين والدوليين لمراقبة إجراءات الاستفتاء والترتيبات اللازمة الأخرى.
وعلى ضوء نتيجة الاستفتاء, على الجنوبيين متابعة استكمال تأسيس كيان الدولة الوليدة.
نسأل الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه..
محمد صالح الجدي
توحيد رؤية المكونات الجنوبية 1146