لا شك أنه بعد كل ما شهده اليمن من مآسٍ وكوارث وجرائم ارتكبها الانقلابيون الحوثيون وأنصار المخلوع علي صالح، يصبح من الصعب الثقة في نواياهم نحو التهدئة والسلام، خاصة أن المحرك والداعم الرئيس لهؤلاء الانقلابيين، لا يرغب في أي تهدئة أو سلام في اليمن.
ليس أدل على ذلك، من إعلان البحرية الأميركية أمس الأول، أثناء مفاوضات وفد من الحوثيين في الرياض، ورغم إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن تقدم في المفاوضات، عن ضبط سفينة في بحر العرب، محملة بالأسلحة، قادمة من إيران، في طريقها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، الأمر الذي يفرض الحذر وعدم الثقة الكاملة في نوايا الانقلابيين.
وربما لهذا جاءت التغييرات السياسية التي أجراها الرئيس اليمني عبد ربه منصور، بتعيين الفريق الركن علي محسن الأحمر، المعروف بالحزم والخبرة العسكرية في محاربة الانقلابيين، نائباً للرئيس، كرسالة واضحة للانقلابيين قبل الذهاب إلى مباحثات الكويت، مفادها أن السلام لا يعني إطلاقاً القبول باستمرار الانقلاب والانقلابيين من الحوثيين أو أنصار المخلوع علي صالح، وأنه إذا ما استمر الانقلابيون في المراوغة وعدم الالتزام، فإن التعامل سيكون بمزيد من الجدية والحزم، خصوصاً أن قوات الشرعية الآن تتقدم على مشارف العاصمة صنعاء، والإنقلابيون محاصرون في العديد من المواقع.
رأي البيان
الهدوء الحذر في اليمن 1217