عشية الذكرى الثانية لكارثة 21 سبتمبر الحوثية الانقلابية تكون قد مرّت سنتان بالكمال والتمام على ذلك الانقلاب/ المقْلب.. أقول ذلك لأن ما حدث هو أقرب للمقلب منه للانقلاب!
مقلب على اليمنيين، والإقليم، والعرب.. والعالم!
وتعرفون أن المقلب مزيج بين الكذب والتمثيل.. والخديعة.. وربما المأساة أحياناً!
وبعض المقالب ينتهي بكارثة أو مأساة لم تخطر حتى على بال مَنْ خطط لينتقم أو تذاكي ليتسلّى!
وهذا ما حدث بالضبط.. ويحدث حتى اللحظة!
سلامة الأوطان مسؤولية عظيمة لا يعرفها إلاّ الرجال العظماء!
وليس ثمّة من سياسي عظيم أو حتى قدير في سنوات اليمن الكارثية التي عشناها ونعيشها وتجرّعنا كوارثها.
العظيم لا يراهن بوطن ولا يقامر بمصالح شعب.. ولا يغامر بمستقبل بلاد!
هذا هو الميزان يا شباب اليمن!
وهذه هي المسألة باختصار!
ودَعْك من الأفّاقين مصّاصي دماء الشعب مهما كان بريق صولجانهم.. إذا كان بقي لهم صولجان!
ربما ردّ أحدُهم متسائلاً.. وأين الإمامة في الموضوع!.. وبالطبع فإن هذا التساؤل يؤكد للأسف أن سوق البقر - هل تتذكرونه؟ - ما يزال موجوداً!
سوق البقر لا يعرف أنه لولا مشروع الإمامة المخيف لكانت الكارثة قد تلاشت بعد أيام أو أسابيع.. سبباً ونتيجة!
في عشية الذكرى الثانية هذا المساء لأكبر نكبة عرفها اليمن في تاريخه يتأكد لدينا السقوط النهائي لمشروع الإمامة وهذه هي الشواهد:
سقط مشروع الإمامة على كل الأصعدة:
*داخلياً وخارجياً
* داخلياً.. كل الشعب أصبح ضد مشروع الإمامة عدا فئة صغيرة جداً وهي تتصاغر مع الأيام.
* خارجيا.. بعد سنتين لم تعترف دولة واحدة بالانقلاب.. حتى بنما أو جيبوتي!
العالم كله ضد الانقلاب/المقلب..
ثمّة فشلٌ مريع على كل المستويات: سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا..
وأخيراً فإن الحسنة الوحيدة لهذه الكارثة الكبرى إذا كان من حسنة لها أنها فتحت عيون وعقول الأجيال اليمنية الجديدة على خطورة المشروع الإمامي الكامن بين الجلد والعظم مثل فيروس!
باتت أجيال الشباب اليوم أكثر وعياً، وهذا بالضبط ما يزعج الإماميين الجدد!
دائما الوعي والضوء هما ما يزعج الظلاميين الظالمين!
المشروع الإمامي يغرق أمام العالم.
لم يمدّ له أحد حبل نجاة..
ولم يتعاطف معه أحد..
مدنيين.
وزير الثقافة الأسبق
د. خالد الرويشان
سقوط مشروع الإمامة في اليمن! 1339