السؤال الشائك في أذهان البسطاء، والذي يبحث عن إجابة شافية كافية ويجب أن تُنتزع من أفواه المسؤولين وحكومة (المنبطحين).. سؤال تحتدم به الأذهان ولسان حال الكثيرين ممن (أزرت) به الحرب، ودمرت حياتهم الخساسة، سؤال يطرحونه في حلهم وترحالهم وفي أسواقهم وشوارعهم ومجالسهم ومقايلهم، حتى صار يلاحقهم في (نومهم) ولحظات (غفوتهم) وسكينتهم..
هم يبحثون عن (قوت) أطفالهم، وعن ما يسدون به (رمق) جوعهم، ويطفئون به لهيب ظمأهم، ولا يبحثون عن ترف العيش وبذخه، لا يبحثون عن مبانٍ سامقة أو عن سيارات فارهة، أو عن مناصب عالية، يبحثون فقط عن (ريالات) هزيلة قضوا (عمرهم) في جمعها والحصول عليها، لا يريدون كلمات معسولة، أو وعود عرقوبية، أو ابتسامات زائفة كاذبة..
هذا الشعب يدرك أن ساساته يستخدمونه (وقودا) لحربهم، وكبش فداء لمناكفاتهم، وضحية لتصفية حساباتهم، لهذا ما عاد يبحث عن نعيم الحياة ولذتها، وعن حقوقه المسلوبة، وعن حريته المكبلة، وعن حياته المسحوقة، وعن الدماء المهدورة، وعن أمنياته وأحلامه البسيطة، بل جل همه هو أن (يقتات) أطفاله (بكسرة) خبز يابسة، وشربة ماء (حارة) وتحتويهم جدران منزل متهالكة متداعية..
أين رواتبنا؟.. السؤال الذي بات هما جاثما على الصدور، وكابوسا يقض المضاجع، وحلم (يرقد) في جنبات المحال، بعد أن أدرك الشعب (فشل) الحكومة (المحكومة) في توفيره، وتلبي به حاجة المواطن (المغلوب) على أمره، وفي عجزها أو تصنعها العجز منذ أن ولت الأدبار صوب فنادق الرياض لتترك هذا تطحنه (رحى) الحرب، ويعتصره الجوع، ويستبد به الفقر والحاجة..
أين رواتبنا؟.. سؤال قبل أن يطرحه البسطاء هناك صرخات أطفال وأنين (عجزة) وعويل أمعاء، كان وقعها على هؤلاء أشد من (الحسام)، تفقد المرء صوابه وتعصف بدواخله، وتزلزل كيانه، وتجبره على الخروج شارداً تائهاً للبحث عن (فتات) المسئولين، وبقايا ما أكل (السبع) عله يجد فيها ما يُسكت به تلك الأمعاء (الخاوية) ويطبب به تلك الأجساد الهزيلة السقيمة، ولكن أنى له ذلك وقد تحصن ( الساسة) خلف المائدة الدسمة، والتحفوا الحرير والديباج وتركوا الكل يتجرعون المرارة والمعاناة..
رواتب وقوّت هؤلاء بات مصيره مجهول بين وعود كاذبة زائفة، وبين مسئولين (كأعجاز) نخل خاوية جل همهم هو ان تمتلئ (كروشهم) وجيوبهم، غير آبهين أو مكترثين بأحد، وكأن هذا الشعب (حمّال) لخساساتهم وأخطائهم ومكايداتهم، شهور تمضي وأخرى تلحق بركبها والكل بلسان الحال يردد أين رواتبنا؟.. فهل ستستجيب الحكومة، وهل ستخرج من صمتها المعهود؟ أم ستظل في (خدرها) بعد أن قضت شهور (العسل) في فنادق (الكبسة)..
همسة..
لا أملك من هذه الدولة أي راتب أو وظيفة ولكنني أكتب بلسان حال المسحوقين من هذا الشعب..
فهد علي البرشاء
أين رواتبنا؟ 1018