تعز ليست مناطقية ولا تستطيع أن تكون كذلك فهي لا تجد نفسها إلا في ظل المشروع الوطني واليمن الكبير..
هذا كلام نجد أنفسنا بحاجة ماسة لتكراره مع تكرار اتهامات تطلق هنا وهناك بتهمة المناطقية لهذه المحافظة التي تنبض بكل اليمن من صعدة إلى المهرة ويجد فيها كل يمني بأنها بيته ومسكنه.
هناك من يرفع هذه التهمة لكي يوقف حركة تعز الوطنية التي تحارب المناطقية وتناضل من أجل مواطنة متساوية ودولة مدنية لكل يمني في كل مدينة وقرية، لا فرق بين ابن ريمة والحجرية ولا المكلا وشرعب أو بعدان وهمدان.
تهمة إسكات الناس من مزاولة حقهم في الدفاع عن القضايا الوطنية والشراكة بتهمة المناطقية انتهت ولم يعد لها أثر ولا قوة على الحركة؛ فالمشروع الوطني لا ينجح وينتصر إلا بتحرك أصحاب كل منطقة بمنطقتهم وتحشيد الطاقات وصولاً إلى عاصمة البلاد وترسيخ الحكم الرشيد في العاصمة والدولة، وهو لا يستقيم إلا عندما يتحرك الناس بإيجابية في كل مدينة وقرية حول القضايا الوطنية وبمفاهيم وطنية يجتمعون عليها ويدافعون عنها، وهم بهذا يدافعون على القرية والمحافظة واليمن والإنسان اليمني.
عندما يطالب أبناء الحجرية أو شرعب مثلاً بعدالة التوزيع في المشاريع أو بإنصاف المظلومين هناك فإنهم هنا لا يمارسون مناطقية ضد مركز المحافظة تعز، بل يمارسون حقهم كمواطنين في حماية العدالة التي هي جوهر الأوطان، وعلى كل مواطني المديريات الأخرى الوقوف معهم وقضاياهم العادلة؛ لأن المواطن هو صورة مكثفة للوطن الكبير.
وهكذا عندما يتحرك أبناء تعز لرفض الفوضى ودعم الدولة فإنهم لا يمارسون بهذا مناطقية بل وطنية من الطراز الرفيع، وهو عمل لصالح أبناء صنعاء والحديدة وإب وعدن وسواها، ولا يعني أن تلك المحافظات لم تقم بواجبها أو لم تتحد على المسلمات الوطنية أن تقوم تعز بالتماهي مع الأخطاء الحاصلة في صنعاء أو الحديدة مثلاً؛ فتعميم الخطأ ليس وطنية بل تعميم الصواب هو الوطنية.
وتعز أظنها اليوم متحدة على المشروع الوطني وعلى حقها في الشراكة الوطنية والدفاع عن كل الوطن، كل من مكانه ومسكنه، واتحادها هذا لا يخرج على المشروع الوطني وحماية الدولة من التفكك، فأين المناطقية هنا؟ أفيدونا يرحمكم الله؛ لأننا نرى البعض يحاول مصادرة حتى المصطلحات اللغوية لصالحه وعلى مقاسه وهواه، وأصبح هؤلاء يفهمون بأنهم هم لا غيرهم، الشعب والوطن والثورة كمقياس للمعاني، وهذه هي المناطقية بعينها والإقصاء برأسه وقرونه وأظلافه...