بلا جدال ولا ريب أن مصائب الإسلام و90% من الدماء البريئة التي سُفكت في المنطقة العربية وتحت يافطة " الله أكبر" منذ لحظة الانقلاب على رئيس دولة الإسلام الخليفة عثمان بن عفان وإعدامه وحتى اليوم سببها هو الصراع على السلطة وأبطالها هم من يسمون أنفسهم آل البيت.
بلا شك أن نسبة كبيرة مِمن يدّعون القرابة من الإمام علي عليه السلام أغلبهم من أصول فارسية وعجمية وتمت عمليات الانتساب تلك في حُقب تاريخية مختلفة، شبقاً بالسلطة والثروة؛ والدليل أن عددهم يتجاوز 200 مليون إنسان في العالم، في حين أننا نجد أن هناك فقط حوالي 4 ملايين يهودي ممن يدعون نسبتهم إلى النبي موسى عليه السلام بالرغم الفارق الزمني بين موسى وعلي بن أبي طالب، وكذلك لم نجد شخص واحد أخبرنا أنه من ذرية أبولهب.
وهم يعلمون أننا نعلم أنهم يكذبون، واضطررنا نقول هذا بعد أن زاد ظلمهم وتعاليهم وكبرهم على أبناء الشعب اليمني الأصيل، ولولا إيذائنا وجلدنا صباح مساء بذلك النسب ما تطرقنا لمثل هذه القصص التي لاتهمنا ولا نقف عندها سواء صدقوا أم كذبوا؛ فنحن كلنا من آدم وآدم من تراب.
حقيقة واضحة وجلية أن ما قام به الحوثة في اليمن اليوم أصاب من يدّعون نسبتهم لآل البيت في مقتل، فقد نسفوا ثقة المجتمع اليمني.. وكل ممارساتهم العبثية والاستعلائية التي نعيش فصولها الأخيرة اليوم خير دليل بأنهم أغتروا بالسلطة وسكروا بامتلاك السلاح وقطعوا صلتهم باليابسة وعلاقتهم بالمجتمع اليمني، وصاروا ينفخون في بالونهم السلالي، وهاهو البالون يكبر ويكبر ويرتفع ويرتفع وغداً سيجد دبوس صغير طريقة إلى داخل ذلك البالون.
كل الدول تتكون من خليط من البشر والقوميات والأعراق والألوان وبفعل الزمن يذوب الجميع مكونين هوية جامعة تحمل اسم البلد الذي يعيشون على ترابه، واليمن تكونت من عرب أقحاح وأحباش وهنود وعجم وفرس وغيرهم، ونجدهم اليوم قد أنصهروا في هوية واحدة اسمها اليمن؛ حتى مِمن ترجع أصولهم إلى بني أمية نجدهم قد ذابوا في المجتمع اليمني، بعكس من يدعون الانتساب لآل البيت فمازالوا يذكروننا صباح كل يوم انهم ليسوا يمنيين، وإنما هم فصيلة نادرة ودمهم أزرق وهو نفس ما يدعيه اليهود اليوم، والمفارقة العجيبة أنهم يتفاخروا بهويتهم وأصلهم الغير يمني، في الوقت الذي يسعون فيه إلى الاستيلاء على حكم ومقدرات اليمن واسترقاق أهلها!.
اليوم أجد نفسي في صف جراح القلب اليهودي والمهندس المسيحى والمخترع البوذي لا في صف شمس الدين وبلس الدين ونور الدين ممن أدوشونا بنسبهم إلى الحسين ولا همّ لهم إلا قشقشة الزكوات وسرقة بيض وسمن وتيوس البسطاء.
اليوم نجد أن عقلاء الهاشميين قد ذابوا تحت سطوة وجبروت وكِبر وتعالي سفهائهم، ودفعوا بأولادهم وبناتهم إلى جبهات الحرب وميادين التدريب لغرض إذلال أبناء الشعب اليمني، وهنا وجب على الجميع الوقوف ضد تلك الأعمال الإجرامية والعدوانية التي تعدت مربع الصراع على السلطة إلى الصراع على الكرامة والعيش الكريم.
نطالب أخواننا وأهلنا الهاشميين بسرعة مراجعة ما يحصل اليوم ونكرانه والوقوف ضده بمواقف واضحة جلية، فغداً لن نستطيع أن نوقف مقطورة الانتقامات وردود الأفعال.