لم يعد الإنسان اليمني يشعر بالسعادة بقدوم شهر رمضان أو العيد لما لهذه المناسبات من إشكالية اقتصادية تؤرق كل رب أسرة فرمضان كما هو معروف عند المسلمين له طقوس خاصة فتكثر به أنواع المأكولات وتجتمع الأسر الصغيرة في بيت واحد ويفضل عدد كبير من أبناء الأرياف ممن يعملون بالقطاع العام والخاص الحصول على إجازتهم السنوية في رمضان لينتقلوا إلى قراهم حاملين معهم كل ما ادخروه من مال ليتمكن من قضاء شهر رمضان بسعادة.
هكذا كان شهر رمضان قبل انقلاب الحوثي على مخرجات الحوار وجر البلاد إلى حرب أهلية ليجد المواطن اليمني نفسه بلا دولة وبلا حقوق ليتحول من موظف يتقاضى راتب شهري إلى متسول يبحث عن قوت يومه، ذليل يخاف الديانيين إلى جانب خوفه من صاحب الشقة كل تلك العوامل جعلت المناسبات الدينية مناسبات مخيفة ومقلقة لكل من يعيش على هذه الأرض.
ولهذا ظل الإنسان اليمني يدعو الله أن يتأخر شهر رمضان ليتأخر معه قدوم العيد فمن يعيش قرابة العام بلا راتب لا يمكن أن يكون سعيد فهو يعيش بين الحنين والآنيين فالحنين إلى قضاء شهر رمضان بين أهله وانتظار العيد ليفرح بفرحة أطفاله إلا أن الأنين هو وحده من ينتظر اليمني هذا العام خاصة من يقيم تحت إدارة الحوثي فلا رواتب تصرف ولا أمل بحل قريب ينهي أزمة هذا الشعب طالما وهناك من يقول إنه سيظل يقاتل بهذا الشعب جيل بعد جيل حتى يوم القيامة فمن يحمل ثقافة الموت لا يعرف معنى الحياة طالما هناك شباب يتساقطون إلى مذابح الموت فالموت لا يقابله إلا ثقافة الحياة وهي ثقافة لا وجود لها في ثقافة حكومة الأمر الواقع.
لم أعد أستطع أن أتخيل شهر رمضان هذا العام بأي طريقة يتم استقباله بالصراخ والدموع أم بالهتافات والأدعية إلى الله ليخلصنا من مصيبة جلبها لنا من يدعون أنهم أنصاره لعله يأخذهم إليه.