الحوثية حركة نشأت من رحم طائفي عنصري، واعتمدت على غوغاء وسُذج وقتلة وقُطاع طرق في إدارة حروبها ضد اليمن، وبمال وسلاح وخِبرات أجنبية شبقاً بالسلطة عبر الاتكاء على قصص الاصطفاء العجيبة وبشعار إيراني لُفظ ورُفض في موضعه الأصلي.
وصلت إلى دار الرئاسة على بساط من دم وبحقوق الآخرين. لن تسمح بكشف مؤخرتها ونزع نقاط تفوقها (السلاح. الفوضى. الحرب. الجهل. الجوع) التي وصلت إليها في غفلة وسذاجة وأنانية الجميع.
ستستميت لمنع حلول السلام؛ والاحتكام للانتخابات في تقرير مصير البلد.
لن تحيا وتستمر إلا في ظل حروب وفوضى وتخلف وكوليرا وبلهارسيا وشعارات فارغة، وجوع يُلجأ الصغير للحاق بهم ويدفع بالكبير للسكوت.
فعالية المؤتمر الشعبي ستعريهم وتكشف حقيقة وزنهم الشعبي الحقيقي. أي سلام وإيقاف للحرب سينتزع منهم كل شيء لأنهم لا يستحقوا شيئاً.
لا يهزهم أكثر من رؤية مظاهرة أو كتاب أو صحيفة أو قلم أو مكان نظيف أو طالب ذاهباً إلى المدرسة أو حزب يراهن على صندوق الاقتراع.
حتى أشدّ المعارضين، لهم لم يتخيل يوماً أنهم بهذه الدونية والتخلف والفساد والطائفية والعنصرية.
عامين لم يحدث في تاريخ اليمن أن رأى أبشع مما حصل من تلك الكائنات الفاسدة.
لم ولن يحترموا مواثيق أو تحالفات أو عهوداً أو تعهدات.. هاهم يسحبوا الكتائب المدربة من جبهاتهم لترّس العاصمة لمواجهة حشود حليفهم المؤتمر.
هؤلاء كصنفور المؤخرة؛ الذي يعيق صاحبه من النوم أو المشي أو الوقوف والحركة، مالم يُفتح ويُنظف.
ليس مزاحاً ما دعاً إليه الحوثي لإغلاق مداخل العاصمة؛ فهذا يعتبر حياة أو موتاً بالنسبة لهم.
أنصح المؤتمر بالتعقل والاتجاه لفض شراكته معهم ورفع مظلته السياسية والشعبية عن وجوههم الحاقدة على الوطن والمواطن؛ فلا خير في مجالس وحكومات تعجز أن ترفع ظلم عن صحفي حتى يأتي الفرج من قعر حفرة في أطراف صعدة.
ليتجه المؤتمر إلى مد يده لكل القوى السياسية في الداخل والخارج وترميم مالحق بعلاقته من تصدعات داخلياً وخارجياً؛ وسيلتف الجميع حوله وسيجد دعماً شعبياً وإقليمياً ودولياً لخطواته.
ليبدأ المؤتمر بتهيئة جماهيره وتوعيتهم بخطورة الاستمرار في التحالف مع مليشيات الحشد الحوثية، والاتجاه لرفض التعامل والتداخل معهم؛ وتوجيه إعلامه بالداخل والخارج بدعوة الجميع للعصيان المدني ورفض تسليم أي أموال (زكاة. ضرائب. فواتير. رسوم) ومقاطعة الأسواق السوداء لبيع المشتقات النفطية، حتى استعادة الدولة.
لا نريد لأهلنا في الداخل الاقتتال مع الحوثة؛ فيكفي ما هو حاصل؛ ولتكن الوسائل السلمية هي الخيار الوحيد لمواجهتهم داخلياً؛ وترك خيار السلاح للقوات المسلحة بقيادة الشرعية.
خسر المؤتمر الكثير داخلياً ودولياً جراء تحالفه مع تلك العصابات؛ وسيتطهر من لحظة فراقه ومغادرته إلى ضفة الوطن.
التعويل على عصابة لإدارة وطن كالتعويل على قطيع ثعالب لحراسة أهلك ومالك.
تمر الأوطان بلحظات حزن ومرض؛ إلا أن العافية تعود لا محالة.