يوم الجمعة 11/11/2011م في ساحة الحرية بتعز يوم لن أنساه ما حييت..
في ذلك اليوم المشهود تجلّى الحقد في أبشع صوره، واختلط صوت الرصاص المنهمر على الساحة مع تكبيرات المصلين وابتهالاتهم إلى الله أن يرينا في الظلمة يوما أسوداً.
كان القصف قد اشتد على المدينة منذ الصباح وقرر الأزلام أن يمنعونا من الصلاة في الساحة، فكانت العزيمة أقوى، والهمة أشد.
أغلقوا مداخل المدينة، ونشروا النقاط في الشوارع التي يسيطرون عليها، وصبوا نيران أسلحتهم على المدنيين، وخصوا الساحة بالكثير.
لازلت استعيد المشهد وبوضوح.
مكبرات الصوت تلهج بالتكبير والدعاء والرصاص المنطلق من مستشفى الثورة يوقع الجرحى والشهداء بين ظهرانينا والساحة مكتظة بالمصلين.
يا له من مشهد عجيب يهز الوجدان ويكبر في نفوسنا العزيمة التي تحلّى بها الثوار.
يومها لم يخرج أحد من الساحة ومن استطاع الوصول إليها حمد الله على ذلك.
حين يئس القتلة من صد الناس عن التوجه إلى الساحة والصلاة فيها واكتظت الساحة بالمصلين ومع استعداد الخطيب لإلقاء الخطبة هزت قذائفهم الساحة وأصبح مصلى النساء ساحة لمجزرة دنيئة....
(تفاحة، زينب، ياسمين) كنَّ عرائس المشهد ذلك اليوم، فزنَ بالشهادة... وياليتني فزت مع من فاز.
استماتت عزائمنا وأكملنا شعائر الصلاة والرصاص لا زال ينهمر والشهداء والجرحى يُحْمَلُون إلى المستشفيات.
وحين أدركوا أنهم فشلوا في صد العزائم توجهت قذائفهم إلى مستشفى الروضة التي أسعف إليها الجرحى ونفذوا مجزرتهم الجديدة.
لقد تجلى الحقد الأسود في أبشع صوره في ذلك اليوم، أوقع فينا شهداء وجرحى، لكنه لم يوهن من عزائمنا وزادنا إصرارا.
لا زالت أحداث تلك اليوم تمر أمام عيني وكأنها حدثت بالأمس.
لا نامت أعين القتلة.