;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

رسالة رعيل لتلاميذه 1430

2018-01-19 14:13:58

تحية وإجلال للرعيل الأول لتربويي جمهورية اليمن الجنوبية الفتية من 67م حتى نهاية السبعينات ومن سبقهم ما قبل الاستقلال على ما تركوه لنا من إرث ضخم من الكوادر الفتية بفعل تضحياتهم الجسام، حينما كانت عدن القلب النابض للعلم والمعرفة تضخه في شرايين الجسد الوطني جنوباً وشمالاً، وروت عطشهم علماً ومعرفة، تجند أبنائها في كل جبل ووادي وصحراء وجزيرة وقرية ومدينة، يُعلمون أبجديات اللغة وأولويات تفتح العقل والتفكير، في أحلك الظروف وأصعبها في مناطق نائية تفتقر للحياة الطبيعية للإنسان، كانت هناك ضحايا لصراعات الشطرين ومرتزقة الحروب، هذه عدن التي نسوا وتناسوا تضحياتها، هل تستحق عبثهم اليوم؟!.
رعيل شمعة احترقت لتنير عقول أجيال وأضاءت مرحلة مهمة من الحياة، اقتنع بالقليل وقدم الكثير، وانتفع بعلمه وترقى على أكتافه في مدارج الحياة جيلا يتلوا جيل، وبقى في الظل صامت مظلوم مبتسم، فقير براتب لا يكفيه ولا يفي بمتطلبات الحياة المعيشية، منتظر الإنصاف، عسى أن يمتن له احد تلاميذه ممن وصل لمصدر القرار وقرر أن ينصفه ويعطيه حقه، أن كان فيه خيرا و وفاء ويذكر الجميل، ولازال ينتظر.
أخاطبكم كأحد هذا الرعيل، تلاميذنا اليوم في مفاصل السلطة محلية وأمنية وحكومة بل بعضهم على رأسها، أن كانوا يتذكرون دورنا في تربيتهم وتعلمهم والجهد المضني في توجيههم، نعرفهم ويعرفوننا بالاسم، فهل يبادلوننا نظرات الحب والاحترام والوفاء، أخبارنا في كل مكان وعلى كل لسان و يشار لنا بالبنان، أن حضر أحدهم يوم استلام الراتب في إدارة التربية عدن، قد يجد معلمه يسير بعكازه أو على كرسي متحرك أو يسير ببط، ليرى وجوههم الشاحبة واثر أمراض الشيخوخة والزمن، ليستشعر الأسى في نظراتهم والظلم الذي أحاطهم، ليرضي ضميره، ويتذكر طفولته وشبابه، وشعر بموقعه اليوم وما وصل إليه علما وجاه، فحن لرؤية معلميه والسؤال عن حالهم وحال زملائه و وضعهم المادي والمعيشي في هذه الحياة البائسة ؟!!
نحن لا نتوسل، ولكننا مظلومون في حقوقنا ومستحقاتنا، مظلومون في رواتبنا، مظلومون ظلم الزمان والمكان، ظلم السلطة والإدارة والحكومة والمحافظة والنقابة، مظلمون من كل مكان، ومهملون وغير معنيين اليوم للجهات ذات العلاقة، هم مهتمين في وضعهم، رعيلنا يتساقط أفراد بفترات متقاربة مرضى يموتون بسبب فقرهم وعدم مقدرتهم على العلاج، من له نصيب في العزاء ومعظمهم منسين حتى من العزاء، من سيلتفت لهذا الحال.
مشكلتنا معروفه وكتبنا عنها كثيرا، نخجل من تكرار ترديدها، يفترض بنا أن نكون متقاعدين بكرامة، أن نتقاعد بشهادة شكر وعرفان تكريما، بعد أن تسوى أوضاعنا المعيشية من تقييم راتب وعلاوات سنوية ودرجات وظيفية مستحقة في حفل بهيج وتصفيق واحترام وإجلال، هذا حلمنا البسيط، والحقيقة أننا محرمون من كل ذلك محرمون من حقوقنا ومستحقاتنا، مهانون، لا نعلم ما هو وضعنا موظفين أم متقاعدين مع وقف النفقة، لم يعد صندوق التأمينات والمعاشات قادرا لاستيعابنا، رواتب متدنية لا تواكب الحياة المعيشية، الغلاء وارتفاع الأسعار وهبوط العملة، لشراء الأدوية والعلاج، يفترض أن نكون متقاعدون منذ عشر سنوات ويقل قليل، لكن البيروقراطية الإدارية والفساد سبب ما نحن فيه، الله لا سامحهم، واليوم نسمع من رئيس الوزراء عن موازنة جديدة هل ستشمل مستحقاتنا ؟، أو ستنسينا وسنبقى منسيين حتى يأتينا الأجل ويتولانا الله برحمته وحينها سنرتاح وترتاحون من مطالبنا، وأتمنى أن لا تنسونا في دعواتكم وصلواتكم، وتذكروا دائما أثرنا كل يوم كمنحوتات أو مستحثات جيولوجية موغلة في القدم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد