يتعرض التجمع اليمني للإصلاح لأخطر عملية اجتثاث تهدد الحياة السياسية ومستقبل العمل السياسي والتعددية الحزبية، يدرك حلفاء الإصلاح بوعي فطن خطورة تداعيات عملية الاجتثاث التي يتعرض لها الإصلاح، على مستقبل وجودهم ووجود النظام الجمهوري الحامي للتعددية السياسية وفق خيارات ديمقراطية تكفل حق المشاركة العادلة في ادارة الدولة، وتحمي مكتسبات الفرد في ممارسة حريتi الفكرية والسياسية والثقافية والإبداعية. ورغم ذلك الإدراك الذي تعية جيداً مكونات العمل السياسي، إلا انها تكرر هزيمة نفسها في الدفاع عن حقها الوجودي في ممارسة عملها السياسي وفق محددات النظام الجمهوري المبني علي التعددية السياسية ، فنزعة الماضي والأحقاد المتراكمة تهزم السياسي اليمني، وتهدم مشروعه النهضوي في بناء اليمن التعددي الاتحادي المنشود الذي يتغنى به الجميع.. الإصلاح كحزب سياسي يدرك مفاهيم اللعبة السياسية وفق محددات وطنية كان السباق دوماً في الدفاع عن حق جميع المكونات السياسية في ممارسة كامل حقوقها رافضاً كل أشكال التهميش السياسي لتلك المكونات، حمل الإصلاح لواء الدفاع عن الحزب الاشتراكي وخاض معه غمار تحديات العودة لهذا الحزب حتى وان كانت على حساب مكتسبات له كان من الممكن ان يحققها منفرداً، لكنه كان يدرك أن هذا النهاية ينعش اوهام الاستبداد ويقتل مستقبل الحياة السياسية التي يتوق إليها الجميع وفي المقدمة الاصلاح وفق شراكة وطنيه في ادارة الدولة. والْيَوْمَ هو يواجه أخطر مؤامرة لا تستهدفه كحزب سياسي وإنما كمشروع وطني نهضوي معني بإنعاش الحياة السياسية والعمل السياسي وفق مقتضيات تفرضها عوامل وأسس الشراكة الوطنية في ادارة الدولة، وتمنع طموحات المشاريع الصغيرة العصبوية والطائفية من التغول اكثر مما هي الْيَوْمَ متغولةً تعبث بمقدرات بلد وتدمره بمعاركها الطائفية والمناطقية. في ظل صمت مطبق ومخزٍ للمكونات السياسية شريكة الإصلاح في المشروع الوطني النهضوي الذي يحلم به اليمانيون، أن يرى النور ويتعافى اليمن الضارب بجذوره في أعماق التاريخ الْيَوْمَ يتوقف الاشتراكي والناصري وكل مكونات العمل السياسي عن إدانة ورفض ومواجهة عملية الاجتثاث التي يتعرض لها الإصلاح، من خلال أفقٍ ضيق تسيطر عليه عصبويات الحقد السياسي، وهي تدرك أن كل قطرة دم تسيل من قيادي أو عضو في الإصلاح ستكون سكيناً تذبح العمل السياسي ومستقبله في اليمن من الوريد إلى الوريد، وهي تدرك أيضاً أن تلك الدمى التي تسيل الهدف منها التمهيد لمشاريع الاستبداد الأكثر دمويةً علي الإطلاق التي تنتعش بدوافع عرقية وجهوية ومناطقيه،وحقيقة أن تغافل القوى السياسية المتخاذلة الْيَوْمَ عما يجري هو تغافل يمس في الصميم الأحزاب ذاتها بمختلف مكوناتها، وإذا مابقيت في هذا التخاذل فإنها معرضة للانقراض بفعل أحقادها الماضوية التي اعمتها من تقدير خطورة تبعات ما يتعرض له الإصلاح علي مستقبل مكونات العمل الساسي، الإصلاح الْيَوْمَ بدماء قياداته وأعضائه التي يستهدفها المشروع العصبوي الطائفي التفتيتي، في شمال الوطن وجنوبه، تلك الدماء التي لا تلقى حتى بيانات التضامن، تذهب دفاعاً عن وجودية الحياة السياسية والعمل السياسي والثقافي، وفق المشروع الوطني الكبير.. والصمت ازاء عمليات القتل الممنهج والاعتقالات التعسفية الخارجة عن القانون والإخفاء القسري، في حد ذاته ذلك الصمت، خيانة للوجود والتواجد السياسي لتلك المكونات، صمت الاشتراكي عن تلك الجرائم خيانةً للمشروع الوطني ولمستقبل التعددية السياسية والحزبية ومثله جميع المكونات وفعاليات المجتمع المدني، ومع إدراكنا أن ثمة حسابات تتقيد بها الأحزاب السياسية مثل الاشتراكي والناصري والشعبي العام، غير أنها لم تتعلم من تقيدها بحساباتها السياسية حين كان الحوثي يسقط المحافظات حتى أسقط العاصمة صنعاء، كم كانت تلك الحسابات التي قيدت نفسها بها كارثية علي الوطن ومشروع الدولة وعليها هي الأخرى وقد دفعت ثمناً باهظا جراء تمسكها بحسابات مرتكزه على إرث ماضوي من الصراعات السياسية، ويبدو أن ذلك الدرس الذي وصل حد غدر الحوثيين بالشعبي العام وغيره من المكونات كانت نتائجها ان قتل الحوثيين رئيس الشعبي العام كما قتلوا الحياة السياسية في المناطق التي يسيطرون عليها، لتجد تلك القوى السياسية مسيرة من طفل مران، ورغم فداحة وكارثية الحسابات التي نتجت عن التحالف مع قوى بالية (الحوثي) نكايةً بحزب الإصلاح،فإنها تتكرر الْيَوْمَ في الجنوب وغير الجنوب وفق نفس السيناريو، لنجد أننا الْيَوْمَ امام تحالف مع العصبويات المناطقية والجهوية بعد ان كانت مع العصبويات المذهبية، وقد لا يدرك الحزب الاشتراكي أن تماهيه مع المشاريع العصبوية في عدن والجنوب، مهما كانت ضمانات المكاسب التي يوعدون بها، فإن محصلة نتيجتها لن تكون أفضل من محصلة نتيجة تحالف المؤتمر الشعبي العام مع الحوثيين، وان قيادات الحزب الاشتراكي لن تكون أكثر حضاً في مستقبل حياتها السياسية والوجودية من مستقبل وحياة صالح وقيادات المؤتمر الشعبي العام، فالمشاريع العصبوية المناطقية والطائفية لا تؤمن إلا بذاتها، وتدرك عقيدةً ان المشروع الديموقراطى وجميع مكوناته عدو لا يمكن التسامح معه مهما كانت تقديرات ومكاسب التحالفات النفعية مع الآخر، لا يمكن أن يبرر اَي مراقب ومتابع لمجريات المؤامرة التي يتعرض لها الإصلاح غير انها شكل من أشكال الخيانة للذات وأبجديات العمل السياسي قبل ان تكون خيانةً للمشروع الوطني وللنظام الجمهوري ولطموخ وامال هذا الشعب المسفوك دمة بسكاكين الطائفية والعصبوية المناطقية، وتدفع باليمن إلى مخاطر التفتت وحروباً لا يعلم متى تنتهي إلا الله وحده
سيف محمد الحاضري
الإصلاح المذبوح بحقد حلفائه 1348