;
فؤاد متاش
فؤاد متاش

بيتٌ للقردعي 1471

2018-10-10 04:02:02

إنه بيتٌ من الشعرِ لخَّصَ فيه الشاعرُ الثائرُ الشيخُ/ علي ناصر القردعي أحداثاً كثيرةً وحقائقَ كثيرةً تلك الأيام .. ولا أجدُ بيتاً من الشعرِ يُلخِّصُ أحداثَ اليومِ وحقائقَه كهذا البيتِ الذي قاله القردعي قبل عقودٍ طويلة : قِدهُم على شَور من صنعا إلى لندن متآمرين كلهم سيد ونصراني هذا البيتُ باللهجةِ النبطيةِ البدوية ومعناه أنَّ النصارى والإماميين مُتّفقون ورأيُهم واحدٌ وعقيدتُهم واحدة وهم على تواصُلٍ من صنعاء إلى لندن وليست لندنُ وحدَها هي التي يتواصلُ معها الإماميون بل هناك دولٌ عدة ولكنّ القردعي اكتفى بذكرِ لندن ليفضحَ العلاقةَ المشبوهةَ بين مَن يُسَمُّون أنفسَهم الهاشميين وبين النصارى واليهود . قدهم على شور من صنعا إلى لندن متآمرين كلهم سيد ونصراني هذا البيتُ هو من قصيدةٍ كاملةٍ للقردعي ولكنني اخترتُ هذا البيتَ لأنَّ فيه الكِفاية بل إنه قد اختصر من الحقائقِ ما لا تَتَّسعُ له إلا عشراتٌ من الكتب .. ما أكثرَ ما قرأنا عن العلاقةِ الحميمةِ بين الشيعةِ والنصارى واليهود وقرأنا أنَّ أيَّ مُحتَلٍّ لا يدخلُ أيَّ دولةٍ عربيةٍ أو إسلاميةٍ إلا بمُساعدةٍ من الشيعة .. والحديثُ عن هذا يطُول ولا داعيَ للخوضِ فيه وقد عرف المؤمنون أنّ الشيعةَ هم أكفرُ وأفجرُ وأخبثُ طائفةٍ على وجهِ الأرض .. ومن قال إنّ الشيعةَ مسلمون أقولُ إذاً فإبليسُ من المُحسنين لأنه لم يفعل ما فعله الشيعة .. فلنرجِع إلى موضوعِنا ، كان الإماميون على تعاونٍ كبيرٍ مع البريطانيين المحتلين لعدن وطالما تعاون أحمد حميدُ الدينِ مع المخابراتِ البريطانيةِ للقبضِ على الثوارِ الذين نزلوا من شمالِ الوطنِ ليقاتلوا المحتلَ في الجنوب ومن هؤلاءِ الثوارِ القردعيُّ الذي صار كابوساً للبريطانيين وبعد مؤامرةٍ خسيسةٍ حاكها أحمد حميدُ الدين كاد البريطانيون يختطفون القائدَ القردعيَّ بمروحيةٍ عسكريةٍ لولا أنّ اللهَ أنجاه واستطاع القردعيُّ أن يختطفَ الطائرةَ مُجبِراً الطيارَ على تغييرِ اتجاهِ الطائرةِ إلى صنعاء ليهبِطَ بطائرتِه حيثُ أراد القردعي . وهذا هو الحالُ اليوم فالحوثيون الإماميون على علاقةٍ حميمةٍ جداً مع أمريكا وبريطانيا ومع هيئةِ الأممِ المُتحدةِ اليهوديةِ في الوقتِ الذي ترفعُ فيه المليشيا الإماميةُ شعارَ " الموتُ لأمريكا الموتُ لإسرائيل اللعنةُ على اليهود " وها هو ذا مبعوثُ الأممِ المتحدةِ مارتن غريفيث البريطانيُ يحاولُ جاهداً إنقاذَ الحوثيين ، وقد نشرت صحيفةُ ٢٦ سبتمبر في مأربَ في عددِها الخاصِ بمناسبةِ الذكرى السادسةِ والخمسين لذكرى ثورةِ السادسِ والعشرين من سبتمبر نشرت الصحيفةُ تقريراً بالِغَ الأهميةِ تفضحُ فيه الأممَ المتحدة ، وقد نُشِر التقريرُ تحت هذه العناوين : " فَشِل الفرنسيُّ في وأدِ ثورةِ ٢٦ سبتمبر واليومَ البريطانيُّ يحاولُ إنجاحَ ما فشل فيه سابِقُه " " ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة .. كتائبُ المُرتزقةِ الإمامية " " غريفيث وبوب دينار .. وجهان لعملةِ الارتزاقِ الدولي " والفرنسيُّ الذي ذكرته الصحيفةُ هو بُوب دينار الذي التقى بأحمد محمد الشامي سفيرِ المملكةِ المتوكليةِ في لندن بعد مقتلِ أحمد حميدِ الدين واتفقا على أن يستأجرَ الفرنسيُّ الآلافَ من المرتزقةِ الأوربيين وأن يتوجّهَ إلى اليمنِ للقيامِ بعملياتٍ عسكريةٍ إلى جانبِ الملكيين وقد وصل بوب دينار إلى عدن وبالتعاونِ مع المحتلِ البريطاني دخل هو ومُرتزقتُه وأسلحتُه إلى الجوف وانضموا إلى الملكيين وقاتلوا الجمهوريين وقد نشرت الصحيفةُ صورةً للمرتزقةِ البريطانيين وهم في أحدِ المواقعِ يقاتلون مع الإماميين ولكنّ بوب دينار اندحر هو ومرتزقتُه أمامَ إصرارِ أبطالِ الجمهورية وقُتِل الكثيرُ من المرتزقةِ وفرّ بوب دينار هو ومن تبقّى إلى بلدانِهم خاسئين .. وها هو ذا التآمرُ الشيعيُّ النصرانيُّ اليهوديُّ قد عاد من جديد على اليمن فالبريطانيُّ مارتن غريفيث على تواصلٍ مستمرٍ مع الانقلابيين الإماميين في صنعاء وهنا يتردَّدُ في الآفاقِ هذا الصوتُ التاريخيُّ فاضحاً ما يجري اليوم : قِدهُم على شَور من صنعا إلى لندن متآمرين كلهم سيد ونصراني وعندما ذكر القردعيُّ الإماميين بلفظةِ "سيد" ذكرها على سبيلِ الاحتقارِ وعلى سبيلِ التوصيفِ التاريخي لهذه الطائفةِ التي يتسمّى كلُّ فردٍ منها باسمِ"سيد" والحقيقةُ أنَّ هذه اللفظةَ تفضحُ كلَّ عنصريٍ سُلاليٍ في كل زمانٍ ومكان فلا يُحِبُّ أن يتسمَّى بهذه التسميةِ إلا عنصريٌّ سُلاليٌّ يرى نفسَه فوق الناسِ ، ومَن أحبَّ هذه اللفظةَ فهو عدوٌّ للشعبِ اليمني حتى وإن كان في صفِّ الشرعيةِ ولن يأتيَ منه خيرٌ أبداً .. ومَن أحبَّ لفظةَ " هاشمي" وتعصّبَ لها فهو أيضاً عُنصريٌّ سُلاليٌّ سواءٌ كان في صفِّ الحوثي أو في صفِّ الشرعية ، ونحن لا تَهُمُّنا الألقابُ ولكنَّ مَن تعصَّبَ لِلَقبِه فقد استكبر ومن استكبر فلا مكانَ له بيننا ، ولسنا نُعادي أحداً بسببِ لَقَبِه بل نُعاديه لأنه جعل لَقَبَه سبباً في مُعاداتِنا وأراد به أن يتسيَّدَ علينا وشعارنُا دائماً هو هذا " مَن أراد أن يكونَ منا احترمناه ومَن أراد أن يتسيَّدَ علينا بأقدامِنا دُسناه " . وختاماً أقول : هل أدرك الشعبُ الحقيقةَ أم لم يُدركها بعد ؟! لا شك أن الكثيرين قد أدركوها ومَن لم يُدرك هذه الحقيقةَ فما عليه إلا أن يتأمل هذا البيت :

قِدهُم على شَور من صنعا إلى لندن متآمرين كلهم سيد ونصراني

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

عدنان العديني

2024-05-20 00:34:14

ماذا يريد الحوثي؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد