تحولت مزاعم تنفيذ مشاريع ومساعدات من السعودية والإمارات في اليمن إلى أداة ابتزاز ووسيلة من وسائل فرض الأجندة لكلا الدولتين. مطار الريان مغلق منذ سنوات من قبل الإمارات، ورفضت فتحه أمام السكان الذين يحتاجونه بشدة، ونظموا وقفات وندوات للمطالبة بهذا الأمر، وحولته الإمارات إلى قاعدة عسكرية لها ومعتقل كبير، ورفضت فتحه للمسؤولين اليمنيين في الحكومة الشرعية، إلا في أضيق الحدود ولدقائق معدودة خلال زياراتهم للمطار. بينما فتحت أبوابه لشخصيات تدين لها بالولاء وتتصدر قائمة الموالين لها في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص. العام الماضي فتحت الإمارات مطار الريان لخالد بحاح الذي وصل المطار، وبشر بقرب افتتاحه، رغم أنه لم تعد له أي صفة حكومية أو رسمية. ورغم الوعود التي اطلقها بحاح عن افتتاح المطار فقد ظل مغلقا حتى اليوم. واليوم جرى استقدام عيدروس الزبيدي على طائرة إماراتية إلى مطار الريان، رغم أن الزبيدي يتزعم كيان سياسي وعسكري مناوئ للحكومة الشرعية التي تقول الإمارات إنها جاءت لدعمها في اليمن. وضعت الإمارات نفسها كبواب للمطار، تفتحه متى ما تريد، ولمن تريد، وتغلقه في وجه من لا تريد، ويثير هذا الأمر الكثير من الأسئلة حول تحول مطار الريان لوجهة مفضلة للإمارات، ومكان تستضيف فيه الشخصيات الموالية لها. فما الذي يجري في مطار الريان؟ ولماذا تسمح الإمارات فقط للقيادات النشاز الموالية لها بدخوله؟ وتمنع المسؤولين اليمنيين. هل تريد الإمارات من خلال فتح المطار لعيدروس الضغط على الشرعية في قضايا معنية؟ أم أنها تريد أن ترد على السعودية التي صعدت وسائل إعلامها مؤخرا من لهجتها ضد الحراك الجنوبي واتهامه بالتحالف مع الحوثيين؟ المؤكد في كل هذا أن الإمارات تعمل ضمن مشروعها الواضح في إضعاف الشرعية وتقزيمها، وتقوية كل طرف مناوئ للشرعية. ومن المعيب حقا أن تتحول حقوق اليمنيين إلى ورقة ابتزاز بيد الإمارات وغيرها مثلما يجري في مطار الريان الذي من المفترض أنه يعمل بشكل طبيعي ومفتوح أمام المواطنين في حضرموت وبقية المدن المجاورة لها. اللافت أن هناك هاشتاق متصدر في تويتر من داخل السعودية بعنوان #حضرموت_روح_الجنوب .. تزامنا مع زيارة عيدروس لحضرموت بدعم إماراتي.
عامر الدميني
الإمارات كبواب لمطار الريان 1148