;
د. صالح السعدون
د. صالح السعدون

أميركا والعالم وإيران... الحرب تحليل سياسي. 5232

2019-05-19 10:14:57

‏السلام عليكم... الأجواء تتلبد بغيوم إعصار كبير... البحار تمتلئ بحاملات الطائرات الأميركية الضخمة (وتوابعها) وعليها طائرات الإف 15 و16 و35 وحوالي (5000) طائرة الدرون في جيلها الخامس وهي الأكثر تطوراً على الإطلاق. طائرات ب 52 تربض في قطر وهي تحمل أو أنها قادرة على حمل القنابل النووية، القواعد الأميركية التي قد تزيد عن (30) قاعدة تحيط بإيران من كل جانب، في حالة تأهب قصوى. الأساطيل الفرنسية والبريطانية رغم أنف حكوماتها المحبة لإيران إلا أنها تمخر البحر المتوسط والأحمر والعرب نحو الخليج لما بينهما وبين أميركا من اتفاقيات ملزمة لا تستطيع تلك الدول أن تعارض توجهات الرئيس الأميركي وقراراته الكبرى. شحن البحر العربي والخليج العربي بكل تلك الترسانات العسكرية يجعل تكلفة وجودها يوميا يزيد عن البليون دولار، والخزينة الأميركية مفلسة وتحتاج إلى وسائل إنقاذ كبرى، فأهلاً بكم للتحليل السياسي الذي تمليه علينا معطيات الواقع: الحزب الجمهوري وفريق الرئيس دونالد ترامب وخاصة بومبيو وجون بولتون، يعلمون أن خروج تلك الترسانة الحربية ليست نزهة بحرية ليلهو الجنود الأميركيين ويراقصون بعض المجندات الأميركيات الجميلات في حفلات سهرات ليلية. إنما هي إما أن تكون عملية مدروسة أو مغامرة ستخرج الرئيس ترامب من البيت الأبيض.. الحزب الديمقراطي يترقب وعينه على إسقاط الرئيس دونالد ترامب، ولو عادت هذه الترسانة الأميركية العسكرية الكبرى التي عادة لم تخرج إلا لحرب كبرى، لو عادت دون حرب سيشنع الديمقراطيون بالرئيس ترامب بأنه يبذر الميزانية على لهو ليس من ورائه طائل وربما أدى إلى سقوط محتم له بالانتخابات القادمة. إذن خرج المارد من القمقم فيحتم خروجه انطلاقه، وإن عاد دون تحقيق أية أهداف، فهذا يعني فشل ذريع، وبهذا ففريق الرئيس ترامب دفع بالرئيس الآن إجبارياً للحرب، وبدون شك أن الرئيس ترامب وعد أنه لن يرسل القوات الأميركية للخارج من أجل الحروب، ولكن هذا الوعد تمكن فريقه وخاصة قائد الحروب جون بولتون وبومبيو واللذين مصران على إسقاط إيران.. يقول الأميركيون إن الرئيس يريد ضغطاً على الملالي للحوار، بينما بولتون وبومبيو يصران على تغيير كامل وشامل للنظام الدموي الإرهابي الذي أتعب العالم. وأثبت أنه امتداداً لإمبراطوريات الفرس التي دمرت أثينا واسبرطة ومدن أوروبا في استئصال مدمر مقيت دموي لا يمكن أن يحدث إلا من المغول والفرس واليهود. الآن سيحتاج العالم إلى معجزة كبرى لإيقاف الحرب، ولن تكون هذه المعجزة إلا معجزة الهية، فالبشر الآن غير قادرين على ثني نتنياهو وبومبيو وكوشنر وجون بولتون عن الحرب. والرئيس ترامب بدون شك قد اتجه اتجاها يصعب عليه التراجع الذي قد يوصمه أعداؤه بالفشل والتردد، فالحرب الآن هو الخيار الوحيد، فماهي أسباب الحرب من وجهة نظر فريق ترامب: الأزمة المالية الأميركية الخانقة، فالعجز المالي بلغ ترليون دولار في سنة واحده، والحرب مفتاح جيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وطريق الحرير طريق اقتصادي سيمر من خلال إيران، واحتلال إيران من قبل أميركا سيقطع ويوقف طريق الحرير، ويجعل الصين تخضع مجبرة للتفاوض مع أميركا لإكمال المشروع. وصداقة الرئيس ترامب للعرب وخاصة السعودية والإمارات تجعل الرئيس وبتسخير إلهي *وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" رواه البخاري ومسلم.* فإيران شكلت خطراً حقيقياً على السعودية والإمارات والبحرين والكويت، واحتفلت بدخول الحوثيين للعاصمة العربية الرابعة صنعاء بعد احتلالها لبغداد ودمشق وبيروت. وتنادى خرافها ونعاجها بأنهم ينتظرون احتلال الرياض وأبوظبي، وهكذا فسقوط إيران نهائيا والملالي خاصة وإلى الأبد خدمة لأصدقاء أوفياء، وتنفيذا لتهديد الأمير الشبل ابن أبيه وجده سلمان وعبدالعزيز، حين قال الأمير محمد بن سلمان مهدداً إيران بنقل الحرب إلى داخل إيران. بالنسبة لروسيا فقد اتصل الرئيس ترامب بالرئيس بوتين في مكالمة طويلة منذ أسبوعين، ويبدو أنه تمكن من التفاهم معه حول إسقاط النظام الإيراني، وروسيا ستكون مكافأتها في ارتفاع كبير بالأسعار مدة الحرب، فتستطيع أن تنال جزءاً من التعويض مقابل خسارتها لإيران الملالي، فضلاً عن أنه يمكن أن يكون التفاهم شمل عدم حرمان روسيا من البناء والتنمية في إيران مريم رجوي بعد سقوط نظام الإرهاب الخامنئي. أما بالنسبة للصين فهي في وضع صعب، فما بين المصالح السعودية الإماراتية التي تعتبر سقوط الملالي في إيران على رأس أولوياتها، وبين رغبتها في تلافي الضغوط الأميركية، وقد دارت محادثات روسية صينية ومحادثات سعودية صينية لابد أنها تمكنت من توفير قبول هادئ من قبل الصين لزوال نظام خامنئي. بهذا نصل إلى أن العودة للوراء أمر أصبح في غاية الصعوبة، فما حشدت أميركا قواتها إلا لحرب، وكل الظروف المحيطة تؤكد أن الحرب هي النتيجة الأكثر ترجيحاً من أي شيء آخر لما يجري من أحداث في المنطقة، فأسباب الحرب موجودة، وإن لم توجد فمن السهل إيجادها، وأول القطر تفجيرات الفجيرة، والاسم لم يتم اختياره عبثاً، فالفجيرة قد نفهم أنها من شروق وبزوغ الفجر، ولكن في ظروفنا اليوم، فالتفجير من جهة لأزمة عالمية قد بدأت بالفجيرة، وبزوغ فجر جديد من السلام قد يبدأ من حادث الفجيرة تلك المدينة الجميلة الوادعة في جبال الإمارات. السيناريوهات المتوقعة، أن تكون عجلة جون بولتون للحرب ستجعل الحرب واقعا ملموساً خلال أسبوع أو ثلاثة أسابيع، وقد تضطر إيران إلى توسيط أوروبا، بأنها مستعدة للانسحاب من لبنان، فتنسحب وتسقط حكومة العميل الإيراني ميشيل عون وحزب اللات، وربما بدأت إسرائيل حربها ضد لبنان، لتدمير البنية التحتية في لبنان، وستضطر حكومة الملالي إلى انسحاب عشوائي من اليمن وسورية، بيد أن الضغوط ستستمر لتنفيذ إيران الـ12 شرطا التي وضعها بومبيو، وستنسحب من العراق في ظل ما يبدو أنه تحرك لجيش البعث السابق، ولن تجد أي إمكانية لتوقف الضغوط، التي ستصر على إيقاف تصنيع الصواريخ والماء الثقيل والمصانع النووية، وحينها ستضطر إيران للمغامرة بإقفال المضيق لهرمز، ومن هناك، ستبدأ الحرب أن لم تتطور الحرب بأسرع من تلك الوتيرة اختصارا لزمن الحرب. حينها ستبدأ الطائرات اف 15 واف 16 واف 35 وب 52 والدرون من الجيل الخامس أميركية وإسرائيلية ودول أخرى في ضرب إيران وقواعدها للحرس الثوري ومرابض أو مهاجع الصواريخ ومصانع السلاح والمحطات النووية من شمال إيران إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، حيث في نهاية المطاف يضطر الجيش الإيراني القيام بانقلاب عسكري والقبض على ما تبقى من رجال النظام. والاستسلام للقوة الدولية وتسليم السلطة لمريم رجوي. *د. صالح السعدون*

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد