قال الشافعي رحمة الله عليه:
"الحر من راعى وداد لحظة "، يقصد أن من مكارم الأخلاق أن لا تنسى ما كان بينك وبين الناس من ود ولو كان في عمر الزمان لحظة، فتحترم ما كان من الألفة والمودة، وترعى حق ما كان من الصحبة، وساعات الوصل والأنس والصفاء, فلا تذكرهم بعد فراقهم إلا بخير، ولا تتمنى لهم إلا كل خير، أياً كانت أسباب الفراق ، إجبارية أو اختيارية.
ولكن من يُبلغ الشافعي عنا، أننا في زمن لا يراعى فيه وداد سنين طويلة من الزمن..
زمن لا يراعى فيه حق الصحبة والعشرة والعيش والملح وحتى قرابة الدم..
زمن لا يراعى فيه الود ليس في زمن الشقاق والفراق..
ولكن حتى في زمن القرب والاتفاق، فتجد أعز الناس عليك يسىء إليك، فلا يحترم مشاعرك، ولا تهمه ظروفك.. يعاملك بسوء الظنون ، وأنت عليه سرعان ما تهون..
من يبلغ عنا محمد بن واسع رحمة الله عليه القائل:
"لا يبلغ العبد مقام الإحسان حتى يُحسن إلى كل من صحبه ولو لساعة"..
وكان إذا باع شاك يوصي بها المشتري ويقول: "قد كان لها معنا صحبة"..
من يبلغه عنا أننا في زمن لا يرعى الابن حق والديه..
ولا يرعى الأخ حق إخوانه..
ولا يرعى الزوج حق زوجه..
ويبيع الصاحب صاحبه والصديق صديقه بثمن بخس؟!