يظل العنف يرافق الفتاة اليمنية منذ أن تبشر الطبيبة والديها بأنها حامل وأن الجنين بنت..
وإذا سالت الطبيبة عن نوع الجنين وقالت "ما يبانش" فاعلم أنها بنت.. لأنها لا تريد أن تنقل لك الخبر السيئ، خصوصاً إذا كانت هذه الفتاة هي الثانية أو الثالثة، أما إذا كانت الرابعة فالطلاق بانتظار الأم.. والسب جزاء الطبيبة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ثم تحملها أمها فوق الكره كرهاً.
فإذا خرجت إلى الحياة كانت أشد صراخاً وبكاءً من الولد لأنها تعلم ما الذي ستواجهه من ظلم المجتمع..
و يذبح للغلام يوم السابع عقيقة ولا يذبح للبنت حتى دجاجة، مع أن السنة تقول أن يذبح للغلام عقيقتان وللبنت عقيقة واحدة..
ثم تنمو وتترعرع وهي تسمع كلمات ليست كالكلمات، وتحرم من التعليم, وإذا كان في قلوبهم رأفة ورحمة تركوها تدرس الابتدائية وهم كارهون.
وفي عرس الفتاة يأخذ والدها ما أعطي لها من مهر ليزوج به أخاها وتُحرم مما هو حق لها، حيث يقتر عليها في المصاريف من أجل أن يوسع على عرس أخيها.. فتقام للولد الأفراح والليالي الملاح وتذبح الذبائح، وتفرش الموائد..
أما البنت، هو عرس بنت افتح شريط زفة يومين ومع السلامة، حتى الزفة اليمنية فيها عنف,
وأنا أسمع أيوب طارش يغني للعروس " ألا سيري مله سيري ألا سيري مله سيري" أتخيل أمامي فتاة تبكي، ولا تحملها رجلاها، ولا تستطيع المشي لأنها ستزف إلى شايب، أو عايب، أو خايب، أو من لا ترغب فيه ومع هذا كله يصر أيوب على أنها تمشي (ألا سيري مله سيري)..
يا أخي وإذا هي ما تشتيش تسير مش بالغصب"..