قبل ما يقارب العشرين سنة، أهدتني إحدى السيدات تحفة جميلة، كانت عبارة عن طاووسين تتوسطهما ساعة حائطية.
فرحت بها كثيراً، ولكن فرحتي لم تكتمل وشعرت بالضيق والكدر والحيرة.
فكيف لي أن أعلق هذه الساعة على جدار غرفتي، لأني انفعلت ذلك فلن تُقبل صلاتي بسبب "التماثيل" الطاووسين اللذين يحيطان بها؟!
فكرت كثيراً حتى اهتديت إلى فكرة ذبح رأسي الطاووسين.
أحضرت السكين، وباشرت بالذبح. وكنت أقوم بوضع السكين على النار لكي تساعدني على ذبح الرأس البلاستيكي دون أن تتعرض الساعة للكسر، واستمرت العملية ما يقارب الساعة.
وبعد إنهاء عملية الذبح، أصبح شكل الساعة مشوهاً، وخفت من أمي، فأخذت وردتين صناعيتين ووضعتهما بشكل احترافي لتغطية آثار الجريمة، ومازالت تلك الساعة موجودة في منزلنا المهجور في تعز، شاهدة على مرحلة عمرية، كان عنوانها التشدد، والتطرف، والانغلاق والاهتمام بسفاسف الأمور، وإذا قدر الله لنا العودة إلى المنزل سأصورها لكم.
"هذا إذا لم تكن قد تعرضت للسرقة".
المهم
الحمد لله فهمت ووعيت وتغيرت، ولو عدت للوراء سأقوم بإخفاء وجهَيِ الطاووسين بالألوان بدلاً من ذبحهما.
ههههههههه.
في المقال القادم أنشاء الله "
عندما ضربت الطفل ورميت اللعبة.